خيّب اليوم الأوّل من موسم التخفيضات الشتوية 2021، آمال التّجار والمستهلكين على حدّ السّواء، إذ كان الاقبال محتشما بعد ركود الأشهر الماضية فيما لم تلبّ التخفيضات الاولى تطلعات التونسيين، بسبب الضائقة الاقتصادية الناجمة عن تفشي كوفيد – 19.
وكان الاقبال في اليوم الاول لموسم التخفيضات الشتوية 2021، الذي يستمر 6 اسابيع بداية من 29 جانفي، ضعيفا في مجمله على المحلات التجارية في أهم شوارع تونس العاصمة، مركز الثقل التجاري، أين تتركز اهم العلامات التجارية، إذ بدت الحركة عادية كما هو الحال خلال الأشهر المنقضية.
واكتفى المستهلكون، منذ الصباح، وفق ما رصدته موفدة “وات”، بالوقوف أمام المحلات والفضاءات التجارية للتثبت من البضاعة المعروضة وخاصة من الأسعار المتداولة. وبدا الاهتمام منعدما بما تعرضه أغلب المحلات باستثناء بعض العلامات التجارية العالمية والتي تشهد إقبالا محترما.
ولئن بدت جودة المنتوجات المعروضة، وجلها ملابس جاهزة وأحذية، مقبولة في الإجمال فإن الاسعار تظل دون المأمول، بإقرار تخفيضات تصل قيمتها إلى 20 دينارا فقط في بعض المحلات.
وحرصت محلات العلامات العالمية المعروفة ببيع الملابس الجاهزة بشارع الحبيب بورقيبة، منذ فتح أبوابها على تطبيق البروتوكول الصحي الذي يشدد على ضرورة التباعد ومنع التجمعات والاكتظاظ وإجبارية حمل الكمامة وتوفير المعقم وأجهزة قيس الحرارة.
وقابل الحضور الهام نسبيا على هذه المحلات، ركود شبه كامل لدى بقية المحلات المخصصة لبيع الملابس الجاهزة والأحذية والمواد الالكترونية ومحلات بيع النظارات الطبية، إذ نادرا ما ترى مواطنا حاملا بين يديه مقتنيات.
الاسعار والمنتوجات بين الرضا والتذمر
لم يكن بعض الشباب، الذين استقت “وات” آراءهم، متحمسين كثيرا لتخفيضات الأسعار حيث قال تلميذ الباكاوريا معتز “منذ الصباح وأنا أتجول بين عدد من المحلات، غير اني لم استطع شراء اي منتوج، باعتبار ان نسبة التخفيضات المقررة ضئيلة جدا ولا تشجع على الشراء لذلك اعتقد ان “الصولد” في تونس مجرد أسلوب لجلب الناس فقط”.
وتضيف ريم، وهي موظفة، “كنت انتظر هذه الفرصة لشراء معطف من احد المحلات، غير أنّي فوجئت بعدم وجوده أصلا رغم أن الكمية التي كانت معروضة كبيرة قائلة: “الأكيد انه تم تخزينها إلى وقت لاحق”.
واختار عدد آخر من التونسيين اقتناء حاجياتهم من العلامات العالمية المعروفة المتواجدة بتونس، إذ أكدت يمينة، وهي أستاذة، انها تخصص ميزانية لموسم التخفيضات وهي تحبذ اقتناء ملابسها من هذه المحلات معتبرة أنها الوحيدة التي تقوم بتخفيضات “حقيقية “. وبينت محدثتنا أنها تسعى إلى شراء ما يلزمها منذ الأيام الأولى للتخفيضات قبل انتهاء الكميات المتوفرة.
من جهتها قالت سعاد، وهي مواطنة تونسية مقيمة بفرنسا، انها وفي طريقها لزيارة الطبيب أرادت أن تتعرف على “الصولد” في تونس وتقارنه بما هو موجود ببلاد المهجر لكن صدمتها كانت كبيرة ، فلا مجال للمقارنة لا من حيث نسبة التخفيض أو نوعية السلع.
وصرحت فاتن، موظفة، وهي تتجول رفقة زميلتها بين المحلات وكانت محملة ببعض الأكياس من المشتريات، أنها أرادت استغلال موسم التخفيضات لاختيار بعض الحاجيات لجهاز زواجها . وبنوع من الرضا بينت انها أنها تمكنت، منذ الصباح، من الظفر ببعض حاجياتها وهي سعيدة بموسم التخفيضات الذي أتاح لها اقتناء ما يلزمها وبأثمان اعتبرتها معقولة.
اصحاب المحلات لهم رأيهم، ايضا، إذ رأى شكري، وهو مسؤول بأحد المحلات، أن موسم التخفيضات قد دخل العادات الاستهلاكية للتونسيين بل أصبح فرصة لاقتناء حاجياتهم من ملابس وأحذية بأسعار معقولة.
وقال إنّ عددا هاما من التونسيين باتوا لا يشترون حاجياتهم إلا خلال فترة “الصولد” بل ويخصصون ميزانية للتسوق خلال هذه الفترة.
وراى موسم “الصولد” لهذا العام يختلف عن سابقيه معتبرا الإقبال الذي وصفه “بالضعيف”، بالأمر العادي خصوصا في اليوم الأول وأمام عدم استقرار الأوضاع السياسية والاقتصادية في البلاد إضافة إلى أزمة انتشار وباء كورونا بالبلاد وتداعياتها على مختلف التجار.
ولفت عدد آخر من التجار الى أن الإقبال في اليوم الاول لا يعكس بالضرورة عمليات الشراء، التي شهدت تراجعا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة نتيجة ضعف المقدرة الشرائية وزادت تعمقا مع تفشي الوباء.
منظمة الدفاع عن المستهلك: “هناك تخفيض حقيقي”
رئيس منظمة الدفاع عن المستهلك، سليم سعد الله، اكد من جانبه لـ”وات”، انه يمكن اليوم الحديث عن “صولد حقيقي” في تونس خصوصا وقد انخرط فيه عدد هام جدا من التجار الساعين إلى تسويق منتوجاتهم في هذا الظرف الاقتصادي الصعب الذي تمر به تونس مع تدهور المقدرة الشرائية للمستهلك التونسي والتي زادت تعمقا مع انتشار وباء الكورونا.
وحثّ سعد الله المستهلك التونسيين على الإقبال وبكثافة على المحلات التي وضعت تخفيضات هامة تتراوح ما بين 30 و70 بالمائة منبها في هذا الصدد إلى عدم الدخول إلا للمحلات التي تحترم البروتوكول الصحي المعتمد والتثبت من نسبة التخفيضات ومن نوعية وقيمة المنتوج.
وأوصى في السياق ذاته، كل مستهلك يقف على اخلالات في نوعية المنتوج او قيمة التخفيضات، في موسم الصولد الشتوي، بالاتصال بالرقم الأخضر “80100191” التابع لفرقة المراقبة الاقتصادية بوزارة التجارة للإعلام عنى التجاوزات أو رقم منظمة الدفاع عن المستهلك في الأوقات الإدارية على الرقم ” 71790790″ للتدخل.
وأعرب رئيس الغرفة الوطنية لتجار الملابس الجاهزة والأقمشة بمنظمة الأعراف، محسن بن ساسي، من جانبه، عن أمله في يساهم الصولد الشتوي في تنشيط الحركية التجارية بالعاصمة التي تعرف ركودا كبيرا.
وأفاد بن ساسي في تصريح لـ”وات”، أن تجار تونس العاصمة بصفة خاصة وبقية التجار بصفة عامة يعيشون أوضاعا مالية صعبة جراء تداعيات جائحة فيروس كورونا المستج الذي الحق أضرارا فادحة بالاقتصاد التونسي في 2020
وتابع مؤكدا أن إقرار تونس للحجر الصحي الشامل منذ مارس 2020 وتواصل تداعيات الأزمة الصحية إلى اليوم، اثر بشكل لافت على الوضعية المالية لجميع التجار وفي العديد من القطاعات، حتى بات العديد منهم مهددا بالإفلاس وبغلق محلاتهم التجارية في ظل غياب دعم الدولة.
ويرى بن ساسي أن الصولد الشتوي يمكن أن يكون متنفسا ضئيلا للتجار لتحقيق النزر القليل من المرابيح وخاصة تسويق المنتوجات.
وشدد المتحدث على أن التجار ساعون إلى تقديم نسب تخفيض هامة أكثر مما يحدد قانون البيع التجاري عدد 40 لسنة 1998 باعتماد نسبة 20 بالمائة على الأقل موضحا ان العديد من التجار اعتمدوا نسب تخفيض ارفع من 20 بالمائة.
ودعا المواطنين إلى الإقبال على الصولد على الرغم من اهتراء قدرتهم الشرائية حاثا إياهم خاصة على احترام البروتكول الصحي