قال عضو اللجنة العلمية لمجابهة كورونا، انيس قلوز، ان تقييم اللجنة لتحسن الوضع الوبائي في تونس ارتكز على معطيات تتعلق بتقلص عدد حالات ايواء المرضى بالمستشفيات وخاصة في أسرة الانعاش والأوكسجين وليس استنادا على عدد الحالات الجديدة فقط.
وأكد في تصريح لوكالة تونس افريقيا للانباء اليوم السبت، “ان المستشفيات العمومية والخاصة سجلت، خلال الشهر الحالي، تراجعا ملحوظا في عدد المرضى الذين تتطلب حالاتهم توفير الانعاش والأوكسجين بالمقارنة مع شهر جانفي الفارط”.
وكان ممثل المنظمة العالمية للصحة في تونس، ايف سوتيران، قد اكد في حوار خاص مع (وات) ان انخفاض عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا المستجد في تونس يعود الى انخفاض عدد التحاليل التي يتم إجراؤها يوميا.
واضاف سوتيران “ان تونس لاتزال في مرحلة وبائية مرتفعة” مبينا أن عدد التحاليل المجراة انخفض من 10 آلاف مع نهاية جانفي الماضي إلى حدود 4 آلاف تحليل يوميا وهو ما ادى بالضرورة الى انخفاض عدد الحالات المكتشفة.
واعتبر قلوز أن عدد التحاليل المنجرة في اطار تقصي المرض يمثل عنصرا يمكن من خلاله التعرف على انتشار المرض لكن هذا المعطى يرتبط بعناصر أخرى من بينها نسبة التحاليل الايجابية وكذلك مستوى الضغط المسجل على المستشفيات مشيرا الى ان نسبة التحاليل الايجابية سجلت تراجعا ملحوظا من 30 بالمائة سابقا الى 20 بالمائة حاليا.
وقال “لا يوجد معطيات علمية ثابتة على مدى انتشار الاصابة بكورونا في المجتمع التونسي غير انه اكد ان تسجيل اكثر من 200 ألف اصابة منذ ظهور الجائحة يمكن ان يكون “كرة ثلج تخفي جبلا من الجليد”.
وقال ان الهدف الاساسي بالنسبة للجنة العلمية يتمثل اليوم في حماية البلاد من دخول سلالات جديدة متحورة التي قد تنتشر بسرعة قياسية وهو ما سينعكس سلبا على حملات التلاقيح عند انطلاقها.
واعتبر قلوز أن الوضع الوبائي الحالي، في البلاد، لا يستدعي اعادة فرض الحجر الاجباري على كل المصابين بالمرض لأن تونس حاليا تشهد مرحلة التعايش وهي ضمن المرحلة الرابعة لانتشاره.
وأضاف قوله “لا معنى لاعادة تطبيق الحجر الاجباري على المصابين بالمرض لان فرضه أول مرة كان هدفه تطويق العدوى”،مشيرا،الى ان الظرف الحالي يتطلب مزيد التوقي لمكافحة الانتشار المجتمعي للفيروس التاجي.
واستبعد المتحدث تأثير المعطى المناخي على انتشار المرض مستندا، الى ان كل من البرازيل وجنوب افريقيا التان تشهدان حاليا فصل الصيف تسجلان مستويات عالية للاصابة بكورونا.