أطلقت وزارة الصحة، اليوم الأحد، بقبة الحي الرياضي بالمنزه من ولاية تونس، أول عملية بيضاء للتلقيح ضد وباء “كوفيد- 19″، استعدادا لحملة التلقيح المقررة موفى الشهر الجاري مع وصول الدفعة الأولى من لقاح مختبر “بفايزر”، التي ستوجه أساسا إلى العاملين بالقطاع الصحي، وخاصة المباشرين للمصابين بفيروس “كورونا” المستجد، من طواقم طبية وشبه طبية، وفق ما أفاد به المدير الجهوي للصحة بتونس، طارق بن ناصر، صحفية “وات”.
وأكد بن ناصر أن “العملية البيضاء تمثل وسيلة ناجعة لإنجاح حملة التلقيح على مستوى التحكم في الوقت وفي جرعات اللقاح الذي يجب ألا يتجاوز استغلال الكمية المطلوبة منه للتطعيم في مركز ما، الأربعة أيام على أقصى تقدير منذ خروجها من مكان الخزن بنحو 70 درجة مائوية إلى غاية وصولها إلى مراكز التلقيح وحفظها على عين المكان في درجة حرارة تتراوح بين 2 و8 درجات مائوية استعدادا للتطعيم”.
وأشار، في هذا الصدد، إلى “اعتماد أعوان الصحة المكلفين بالتلاقيح لمباشرة تطعيم الفئات العمرية التي استوفت اجراءات التسجيل بالمنصة الالكترونية المخصصة للغرض، وتأكيد حضور الأشخاص المعنيين إلى مراكز التلقيح عبر الإرساليات القصيرة، لتحديد القائمات الاسمية، مع تكليف عون صحة بتلقيح أربعة أشخاص على الأقل في نفس الوقت، دون التفريط أو إهدار أية جرعة”.
وقال بن ناصر إن “ولاية تونس حددت نحو أربعة مراكز تلقيح ضد مرض “كوفيد-19″، وفق كراس الشروط المعتمد من قبل المنظمة العالمية للصحة، والذي يتضمن بالخصوص، مساحة الفضاء التي يجب أن تتجاوز 100 متر مربع، والتهوئة، والقرب من التجمعات السكنية، مع توفر وسائل النقل، حيث تم إلى حد الآن تحديد فضاء قبة المنزه لمعتمديات تونس المدينة والمنزه، ومركز المرسى لمواطني الضاحية الشمالية (حلق الوادي والكرم وقرطاج والمرسى)، ومركز سيدي حسين لمعتمديات الزهور والزهروني والملاسين وسيدي حسين، وأيضا مركز الوردية (دار الثقافة) لمعتمديات المروج والكبارية والوردية”.
ولفت المسؤول الجهوي إلى “انطلاق تطعيم أعوان الصحة في مرحلة أولى، ثم الفئات العمرية من 70 سنة فما فوق والتي تعاني من أمراض مزمنة، ثم الفئات العمرية الأقل سنا من 60 الى غاية 18 سنة، حسب التدرج”.
وبخصوص الفئات العمرية التي أصيبت بالفيروس، ذكر بن ناصر أنها “غير معنية بالتلقيح حاليا، إلى حين مرور ستة أشهر على الأقل على الإصابة، لأنها اكتسبت مناعة من الفيروس وبإمكانها الحصول على اللقاح لاحقا”.
هذا وشهد الفضاء الداخلي لقبة المنزه حركية كبرى لتحديد مراحل التلقيح ضد “كوفيد-19” وإنجاح الحملة على جميع المستويات، عبر رسم مواقع التطعيم، وقياس التباعد المستوجب بين مختلف المستفيدين، وتوزيع أعوان الصحة المكلفين بالتطعيم، وتقديم التوصيات اللازمة التي تهم بالخصوص كيفية التصرف في صورة حدوث أعراض جانبية (الانتظار 15 دقيقة قبل السماح للمستفيد من التلقيح بالمغادرة)، وسبل ترشيد استهلاك الجرعات، مع الحرص على عدم إهدار أي منها لأهميتها وندرتها، وذلك بمشاركة ممثلين عن المجتمع المدني، من جمعيات ومنظمات، والسلطات الجهوية الصحية والإدارية والبلدية بولاية تونس.