أفاد المندوب الجهوي للتربية بالمهدية، المنجي منصر، اليوم الخميس، بأن جميع التقارير المتعلقة بمدرستي المزاهدة والشواشين بمعتمدية شربان من ولاية المهدية أثبتت عدم وجود فصل بين الإناث والذكور لتلاميذ المدرستين.
وأضاف منصر، في تصريح لـ”وات”، أنه حضر تحيّة العلم في إحدى المدرستين بوجود أحد المعلمين المذكورين آنفا ولم يلاحظ فصلا بين الجنسين بل تباعدا جسديا بسبب اجراءات التوقي من جائحة فيروس “كورونا” والتي تفرض إفراد كل تلميذ بطاولة درس، وفق تأكيده.
وشدّد على أنه “عدا اللباس الذي ارتداه عدد من معلمي المدرستين المذكورتين فإنهم التزموا ببرنامج التعليم المقرّر من قبل وزارة التربية، علاوة على عدم صدقية أداء الصلاة وسط أقسام الدرس، خاصة وأن المربين المعنيين يدرسون في الفترة الصباحية التي لا تشمل مواقيت للصلاة”.
وبيّن المتحدث أن المعلمين المعنيين “سيوقعون على التزام كتابي يتعهّدون فيه بتغيير هندامهم وارتداء اللباس المدني، وعدم العودة إلى اللّباس الطائفي، وذلك بعد تقديمهم لالتزام شفوي بذلك وانطلاقهم في تطبيقه بالمدرسة”.
وأضاف أن تحقيقا فتح في الموضوع، والمتمثل في وجود معلّمين يرتدون “لباسا طائفيا” أثناء مباشرة عملهم ويفصلون بين الجنسين ولا يلتزمون بمناهج التعليم الرسمية، سيشمل المعنيين بالإضافة إلى مديري مدرستي المزاهدة والشواشين بسبب عدم إصدار تقارير تصف الوضع بالمؤسستين التربويتين.
وقال منصر، الذي تولى الإدارة الجهوية للتربية بالمهدية منذ جانفي 2021، أنه تم استكمال العديد من التقارير والتي رفعتها مديرة التعليم الابتدائي بالمندوبية الجهوية للتربية والمتفقدين البيداغوجيين ومديري المدرستين سيشفع بتقرير شامل يهدف إلى مزيد التقصي.
ولفت المتحدّث إلى أن المعلمين المعنيين، الذين تتراوح سنوات مباشرتهم لمهنة التعليم بين 8 و28 سنة ومن بينهم معلم حاز على الجائزة الوطنية في الإبداع البيداغوجي في مادة الفرنسية لسنة 2020، خضعوا طيلة هذه السنوات إلى متابعة بيداغوجية وكل التقارير تؤكد كفاءتهم وعدم خروجهم عن المناهج الرسمية”.
من جانبه، قال مدير المدرسة الابتدائية المزاهدة، سليمان العيفة ، في تصريح إعلامي، “إن جميع العاملين والمربين بالمدرسة ملتزمون بالبرنامج الرسمي لوزارة التربية وبالمناشير التي تصدرها ولا وجود لخروج عن نطاق القانون والأخلاق والمنهج التربوي”.
وأشار العيفة إلى وجود الصور ومقاطع الفيديو والنصوص التوجيهية بكل قاعات الدرس، مضيفا أن “أحد المدرسين يرتدي لباسا يتمثل في قميص طويل (وهو لباس تونسي) منذ سنة 2010 وحضر به العديد من الاجتماعات البيداغوجية ويزور كل الإدارات بحرّية”، وفق تعبيره.
ولفت إلى تأثير التقرير الصحفي الذي بثّ عن المدرسة على أذهان التلاميذ الذين باتوا، وفق تعبيره، يتساءلون عن تفسير للعديد من المفاهيم على غرار “داعش” و”تفريخ” و”إرهاب”.
وصرّح، من جهته، رئيس فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بالمهدية، جمال الدين السبع، اليوم لـ”وات”، أن عددا من ممثلي الرابطة زاروا المدرستين ورفعوا تقريرا جاء فيه تأكيد لوجود فصل بين التلاميذ الذكور والإناث.
وتضمّن التقرير، وفق المتحدث، تعمّد بعض المعلمين التدريس “باللباس الأفغاني” والصلاة داخل القسم وأثناء الدرس مع عدم التقيّد بالمناهج العلمية والتعليمية لوزارة التربية، و”السعي إلى دمغجة عقول التلاميذ عبر أفكار متطرّفة وغريبة عن الثقافة التونسية”.
وأشار تقرير ممثلي فرع الرابطة، أيضا، إلى تراخي للقائمين على مدرستي المزاهدة والشواشين أمام هذه التجاوزات وتراخيهم في إعلام سلطة الإشراف التي يتوجب عليها فتح تحقيق إداري في “هذه الانتهاكات الخطيرة لحقوق الطفل والدستور والقوانين”.
وكانت وزارة التربية قد أصدرت، أمس الأربعاء، بلاغا أكدت خلاله أنها كلفت متفقدين إداريين وماليين للتحري في الموضوع على أن يتم بعد صدور تقرير التحري تحميل المسؤوليات لكل من يثبت ارتكابه لأي تجاوز مهما كانت طبيعته.
وذكّرت الوزارة كل مكونات الأسرة التربوية بضرورة الالتزام بما ورد بمدوّنة سلوك واخلاقيات العون العمومي وتجنّب السلوك الذي يمسّ من مقومات المنظومة التربوية بما في ذلك اللباس.
جمر