التقى رئيس الجمهورية قيس سعيّد، اليوم الجمعة بقصر قرطاج، ممثلين عن عائلات شهداء وجرحى ملحمة بن قردان، التي جرت أحداثها يوم 7 مارس 2016، وهم بسمة الجويلي أرملة الشهيد محمود التايب أحد المواطنين من ضحايا الملحمة، ورئيسة جمعية “أسر شهداء ملحمة 7 مارس بن قردان”، ومبروك الموفق والد سارة الموفق أصغر شهيدة في الملحمة، ومصباح خلف الله أحد الجرحى المدنيين.
وتم خلال اللقاء، استحضار العمل البطولي الذي قدمه أهالي مدينة بن قردان (ولاية مدنين)، واستبسالهم مع رجال الأمن والجيش في مواجهة الإرهابيين خلال هذه الملحمة، التي ستظل ذكراها خالدة في تاريخ تونس ودرسا لمن ظنوا عبثا أنهم قادرون على غزو تونس انطلاقا من بن قردان، وفق بلاغ صادر عن رئاسة الجمهورية.
وأكد رئيس الدولة، أن ما حصل في هذه المدينة أثبت للجميع أن الدولة متماسكة ولا مجال لمحاولات إسقاطها، مبرزا العزم على مواصلة محاربة الإرهاب والإرهابيين وكل من يتواطؤ معهم، وضرورة القضاء على أسباب هذه الظاهرة وخاصة الإرهاب الفكري باعتباره أعتى أنواع الإرهاب.
كما تم التطرق إلى الأوضاع الاجتماعية التي تعيشها عائلات شهداء وجرحى هذه الملحمة، وضرورة مواصلة العناية بهم تقديرا وعرفانا لمن يضحون بأنفسهم في سبيل عزة الوطن ومناعته، مجددا تأكيده على حق أسر الشهداء والجرحى في توفير الرعاية التي يحتاجونها، وحرصه على الإسراع بتمكينهم من حقوقهم وتحقيق انتظاراتهم.
وأعرب سعيّد عن إيمانه بضرورة تمكين الجهة كغيرها من بقية الجهات من حقها في التنمية، وتحقيق تطلعات أبنائها وكل التونسيين والتونسيات إلى الشغل والحرية والكرامة الوطنية.
يذكر أن مدينة بن قردان بولاية مدنين على الحدود مع ليبيا، كانت تعرضت يوم 2 مارس 2016 الى هجوم مسلح استمر الى غاية 10 من نفس الشهر، من قبل مجموعات ارهابية مسلحة كانت تحاول السيطرة على المدينة، غير أن المعركة الفاصلة بين الارهابيين وقوات الأمن والجيش جرت يوم 7 مارس.
وقد أسفرت الاشتباكات عن مقتل 55 شخصا، منهم 36 إرهابيا، و12 من قوات الأمن والجيش و7 مدنيين، فضلا عن إصابة 27 شخصا بين أمنيين وعسكريين ومدنيين وإيقاف 7 مسلحين.