خمس سنوات مرّت على ملحمة 7 ما رس 2016 في بن قردان ومع إحياء هذه الذكرى تستعيد المنطقة تفاصيل فجر يوم نزل فيه إرهابيون بكل ثقلهم فانتشروا في المدينة وطوّقوها عازمين إقامة ” إمارة داعشية ” لكن مخطّطهم الإرهابي أحبطته القوات المسلّحة الامنية والعسكرية ومقاومة شعبية فانكسرت شوكة الارهاب في هذه المنطقة ومني تنظيم داعش بهزيمة بشريا ولوجستيا بالقضاء على 50 إرهابيّا وحجز عتاد كبير كان بحوزتهم من أسلحة مختلفة وذخائر.
انتصرت بن قردان على الارهاب في تلك الملحمة فذاع صيتها ودخلت التاريخ من بابه الواسع واعطت درسا لكل العالم لتبقى ذكرى ملحمة 7 مارس تاريخ الانتصار على الارهاب يحتفل به معتمدية بن قردان بكل فخر واعتزاز رغم الم فقدان 22 شهيدا من المؤسستين الامنية والعسكرية ومن المدنيين سيخلّدهم التاريخ وستظل اسماؤهم محفورة باحرف من ذهب في ذاكرة ابناء هذه المنطقة وفي تونس شهداء الوطن .
مرت خمس سنوات على تلك الذكرى وتفاصيلها لا تزال عالقة في الذاكرة الجماعية يرويها كل شخص من تلك المدينة باعتزاز وفخر منذ حادثة يوم 2 مارس التي مثلت عملية جسّ نبض يومها تحصّنت مجموعة من 5 عناصر بمنزل في منطقة العويجاء وتم القضاء عليها بأكملها الى يوم 7 مارس في ذلك الفجر الذي حاولت فيه مجموعات ظلامية ان تفتك الارض وترفع أعلاما سوداء وتبسط نفوذها على مقرات سيادية امنية وعسكرية لكن استعادتها قوات الامن والجيش بمشاركة المجتمع المحلي معلنين عن ” استقلال ثان ” لتونس بعد استقلال 20 مارس.
تحيي اليوم مدينة بن قردان هذه الذكرى التي أقرّتها يوما للانتصار على الارهاب تحتفل به كاحد الاعياد الوطنية لا يقل اهمية عن عيد الاستقلال لذلك تعيش هذه المدينة يوم عطلة تتوقف فيه كل الادارات والمرافق ولا يشتغل إلاّ المرفق الصحي من خلال قسم الاستعجالي في انتظار ان يصبح هذا التاريخ يوما وطنيا لمقاومة الارهاب تحييه كل البلاد وهو مطلب لا يزال ابناء بن قردان متمسكين به ومطالبين الحكومة بتفعيل هذا القرار الذي أعلنت عنه دون ان يدرج في الرائد الرسمي .
كما يتجدد في مثل هذه المناسبة إصرار أبناء بن قردان على كشف حقيقة وملابسات كل احداث 7 مارس وما سبقها وفهم نقاط لا يزال يحوم حولها غموض مطالبين بتتبّع من تورط.
حجم هذه الذكرى كبير ومعانيه اكبر ورمزيته اعمق ولكن بقيت مجرد احتفال محلي لا يتجاوز حدود بن قردان بل ان مظاهر إحيائه أصبحت تتضاءل من سنة الى اخرى.