قال عضو مجلس الهيئة العليا المستقلّة للاتصال السمعي والبصري (الهايكا) هشام السنوسي إنّ الهيئة التي تمكنت أمس الأربعاء في إيقاف بث إذاعة “القرآن الكريم” غير القانونية ستكتفي بمصادرة الجهاز المرتكز في جبل زغوان وقطع البثّ وما على “مؤسّسات الدولة إلا التحرّك من تلقاء نفسها ضدّ صاحب القناة الإذاعيّة لمجابهة الخروقات الخطيرة التي ارتكبها والتي تمسّ من أمن البلاد”.
ودعا السنوسي في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء اليوم الخميس مؤسّسات الدولة القضائيّة والتنفيذية الى التحرّك ضدّ صاحب الإذاعة غير القانونيّة التي يديرها النائب المتمتّع بالحصانة ورئيس حزب الرحمة سعيد الجزيري وذلك باعتباره “متلبّسا بجريمة البث دون إجازة مع تحوّزه على تجهيزات لا يمكن ان تدخل التراب التونسي إلا بتراخيص على غرار ترخيص الوكالة الوطنيّة للتردّدات وترخيص الهايكا.”
ولفت إلى أنّ صاحب الإذاعة تصدّى لعملية حجز جهاز البث الثاني الموجود بمقر الإذاعة بمنطقة مرناق بولاية بن عروس “بتعلة أن هذا المقر هو محل سكناه ممّا حال دون استكمال عمليّة الحجز باعتباره نائبا بالبرلمان يتمتّع بالحصانة مضيفا ان “الجزيري أثبت على نفسه أنه بصدد ممارسة جريمة البث بدون إجازة وهو ما يترتب عنها عقوبات سالبة للحرية حسب الفصل 82 من مجلة الاتصالات.”
يشار ان الهايكا كانت اعلنت يوم امس في بلاغ أنه تمّ تنفيذ قرارها المؤرخ في 25 فيفري 2021 والمتعلق بالإذن بحجز التجهيزات الضرورية للبث التابعة للقناة الإذاعية “القرآن الكريم” وذلك “لممارستها نشاطات بث دون إجازة”
واوضحت “الهايكا” انّ أعوانا محلفون من الهيئة تنقّلوا لتنفيذ هذا القرار في ولاية زغوان مرفوقين بمؤموري الضابطة العدلية وتمكّنوا من حجز جهاز البث المرتكز في جبل زغوان مع وضع الشمع الأحمر بينما تصدى صاحب هذه القناة غير القانونية سعيد الجزيري لعملية الحجز بمقر الإذاعة بمنطقة مرناق من ولاية بن عروس بتعلة أنه محل سكناه ليتعذّر بذلك استكمال إجراءات الحجز على اعتبار أن الشخص المعني له صفة نائب شعب ويتمتع بالحصانة البرلمانية وفق ما ورد في نص البلاغ
وكان مجلس الهيئة قد اتخذ قرارا بتاريخ 23 نوفمبر 2020 يقضي بعدم إسناد إجازة إحداث واستغلال قناة إذاعية خاصة تحت تسمية “القرآن الكريم”، نظرا لعدم استجابة الملف لمقتضيات كراس الشروط وقد تمت دعوة الإذاعة للالتزام بالقانون والتوقف عن البث، لكنها لم تستجب.
وقد سبق ان رفضت “الهايكا” منح الإجازة لإذاعة “القرآن الكريم” بتاريخ 25 مارس 2014، وذلك تطبيقا لبنود كراس الشروط الذي يمنع منح إجازات دينية للإعلام الخاص وتركها حصريا للإعلام العمومي، كما أن صاحب الإذاعة هو رئيس “حزب الرحمة”، وهو ما يتنافي أيضا مع كراس الشروط الذي يمنع إسناد الإجازات للأحزاب السياسية أو إدارتها من قبل قيادات حزبية.