أكد نائب رئيس مجموعة البنك الدولي لشؤون منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا، فريد بلحاج، اليوم الخميس، في تصريح إعلامي، عقب لقاء جمعه في مقر المنظمة الشغيلة، بالامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، نورالدين الطبوبي، الحرص على التوصل الى اتفاق مع مجلس ادارة البنك أواخر شهر مارس الجاري يمكن من ضخ 300 مليون دولار، وذلك قبل حلول شهر رمضان.
وأضاف بلحاج ان البنك الدولي يسعى الى تقديم اقتراحات في ما يخص الاصلاحات الاقتصادية والاجتماعية التي يتعين القيام بها في تونس، مشيرا إلى أن ” ارقام الفقر التي تشهدها تونس اليوم غير مسبوقة ، إضافة إلى أن الوضع غير عادي في ظل انسداد الافق وحالة التشاؤم التي تخيم على المشهد العام”، وفق قوله.
وأفاد أن مليون عائلة معوزة تحت خط الفقر ستستفيد من هذا الدعم، وسيتم توزيع الاموال عبر برنامج الحكومة “امان” ، مشيرا الى هذا التدخل يندرج في اطار برنامج طارئ. وأعرب عن الامل في أن يتم قريبا إدخال اصلاحات تمكن من الخروج من الوضع المتدهور الذي تعيشه البلاد ، وبما يسمح باستعادة مناخ الثقة مع شركاء تونس.
واكد، في هذا السياق، على أهمية تكاتف جهود جميع الاطراف دون استثناء، والمضي قدما في اتجاه حلحلة الازمات غير المسبوقة على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وبخصوص ما يتداول حول امكانية ان تعيش تونس “سيناريو” مشابه لما جرى في اليونان وما يجري اليوم في لبنان، دعا بلحاج إلى الحذر خصوصا وأن الازمة كبيرة، مشددا على ضرورة الاخذ بزمام الامور والانخراط في إصلاحات قوية وفورية لتجنب الوقوع في مثل هذه السيناريوات الكارثية .
ومن جانبه ، قال الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، نورالدين الطبوبي ان “المشكل الاساسي المستفحل اليوم هو سياسي بامتياز، مؤكدا أن الحوار يستدعي وجود مناخ سياسي واضح يمكن من الالمام بالصعوبات التي يعيشها القطاعان العمومي والخاص ووضع استراتيجية شاملة لاصلاحهما.
واضاف أن تونس فقدت اليوم مصداقيتها أمام شركائها في ما يتعلق بالاموال المخصصة للاستثمار، داعيا كل الاطراف إلى الاتجاه نحو خدمة الصالح العام، خصوصا وأن البلاد “تعيش احلك فتراتها بما لا يدع أي مجال للتراخي” حسب تعبيره.
وشدد الطبوبي على ضرورة الوعي بطبيعة المخاطر التي تحدق بتونس، والنظر في سبل الاصلاح بصفة عاجلة، عبر مواجهة الشعب بالحقيقة، وطرح بدائل وخيارات، بعيدا عن الغوغائية وشعارات الديمقراطية والانتقال الثوري المنمقة ،وهستيريا التجاذبات، وتعطيل الاموال والمشاريع ، قائلا: “لابد ان يثوب الجميع الى رشدهم”.
وقال إن البنك الدولي أقر بالدور المحوري للاتحاد العام التونسي للشغل باعتباره قوة الاقتراح الوحيدة المدعومة بالملفات،مشيرا إلى أهمية التمشي العقلاني، وتكريس التضامن الحقيقي الوطني، وتقديم التضحيات كل من جانبه إزاء التفاقم غير المسبوق للفقر بتونس.