اعتبر المختص في علم النفس، نعمان بوشريكة، ان ضعف اقبال التونسيين على التسجيل في حملة تلاقيح كورونا يعكس انعدام الثقة في تعامل الدولة مع الجائحة ككل.
وقال في تصريح ل-(وات)، اليوم الجمعة، ان عدم مبادرة عدد هام من المواطنين بالتسجيل لتلقي التلقيح يمثل نتيجة لشكوك تنتابهم من احتمال تعرضهم لآثار جانبية، في وقت تشير فيه المعطيات الى ان عدد المسجلين في منظومة ايفاكس المحدثة منذ شهرين للانتفاع بالتلقيح لم يتجاوز حتى الأسبوع الماضي 550 ألفا من مجموع 2 ملايين تستهدف وزارة الصحة تلقيحهم قبل نهاية هذا العام.
وذكر،ان نسبة من الرافضين للاقبال على التلقيح من بين المواطنين يشككون حقيقة في وجود المرض فيما لا تقتنع فئة أخرى من بينهم بتلقي التطعيم في ظل ملاحظتها انعدام التطبيق للاجراءات الوقائية.
ولاحظ ان بعض المراكز الجهوية للتلقيح شهدت ضعفا في الاقبال على الحملة من طرف أعوان واطارات الصحة العاملين في خط المواجهة مع الفيروس.
وبين أن انخراط بعض الأحزاب السياسية في تنظيم اجتماعات ومظاهرات شعبية حاشدة في وقت تمنع فيه التجمعات، أدى الى عدم تقبل فكرة الخضوع للتلقيح لدى عدد هام من المواطنين.
وخلص الى أن عدم مبادرة كبار مسؤولي الدولة بتلقي التلقيح المضاد لكورونا كأول الملقحين مثلما بادر بذلك زعماء ورؤوساء في العالم في حركة تحفيز للمواطنين بالتلقيح انعكس أيضا على عدم تقوية رغبة عدد من المواطنين الى التطعيم.
في سياق آخر، يرى المختص في علم النفس ان تأخر وفود التطعيم الى تونس كان له الأثر السلبي على نزوع التونسيين الى التحفظ على التلقيح، ذلك أن طول انتظار اللقاح ووصوله بعد مدة بعد انطلاق جل البلدان في العالم حملاتها للتلقيح قوض رغبة الداعين الى توفيره،مشبها، انقضاء هذه الرغبة بفوات وقتها.
وأكد المتحدث، أن اطلاق حملة تحسيسية لدعوة المواطنين الى التلقيح ضرورية من خلال ومضات تحثهم على الانخراط في العملية، مستندا في ذلك الى ان الهيئة العليا للانتخابات كانت قد نظمت حملات لتحسيس المواطنين في كل الأماكن العامة حتى بلغ الأمر باعوانها الى تسجيل المصطافين وهم في البحر خلال صائفة 2019.
جدير بالذكر أن حملة التلقيح ضد كوفيد-19 انطلقت لأعوان واطارات الصحة يوم 13 مارس الجاري بتأخر دام شهر عن موعدها المحدد وتسلمت 30 الف جرعة من لقاح سبوتنيك الروسي كشحنة اولى تلتها شحنة ثانية باكثر من 90 ألف جرعة من فايزر الأمريكي.