مع انطلاقة شهر رمضان، شهدت بعض الاسواق البلدية والاسبوعية في قبلي اقبالا متوسطا مقارنة باليوم الاول من شهر الصيام في السنة الماضية حيث غاب التدافع أمام تجار الخضر والغلال وامام القصابين وبائعي لحوم الدواجن وداخل الفضاءات التجارية الكبرى.
وعزا بعض موطني الجهة ممن حاورتهم “وات” بالسوق الاسبوعية للخضر والغلال وسوق البياز بقبلي المدينة هذا التراجع في الاقبال الى الوضع الوبائي الذي تمر به البلاد والمخاوف من الانتشار السريع لفيروس “كورونا”، الامر الذي دفع الكثير من الاهالي في نظرهم الى تجنب الفضاءات المزدحمة وخاصة منها الاسواق.
عدد اخر من المواطنين على غرار، نصر بن بلقاسم، اصيل معتمدية قبلي الجنوبية، يرى ان هذا التراجع في الاقبال على الاسواق و الفضاءات التجارية يعكس بوضوح التدهور الحاد في المقدرة الشرائية للمواطن الذي بات عاجزا عن تلبية ابسط حاجياته اليومية الامر الذي دفعه الى التخلي عن الكثير من الماكولات والغلال التي عادة ما تحضر على موائد الطعام خاصة في شهر رمضان.
كما يرى بلقاسم بن قايد اصيل ذات المعتمدية، من جهته، ان الارتفاع الملحوظ في اسعار الخضر والغلال هو السبب الرئيسي وراء محدودية اقبال الاهالي على الاسواق مثلما جرت عليه العادة خاصة في اول ايام شهر رمضان حيث ان غالبية من قصد السوق الاسبوعية اليوم او سوق البياز وسط المدينة غادرها دون اقتناء الكثير من حاجياته خاصة من الغلال عدا بعض القوارص التي بدا ثمنها مقبولا نوعا ما، وفق تقديره.
وفي ذات السياق، اكد غالبية التجار وخاصة تجار الخضر والغلال ان اقبال المواطنين منذ عشية الامس وصباح هذا اليوم على السوق الاسبوعية بمدينة قبلي لا يبدو على عادته، مشيرين الى ان الارتفاع المسجل في الاسعار مرده غلاء الخضر والغلال لدى الفلاحين والمزودين خاصة وان الجهة تتزود باغلب هذه السلع من خارج الولاية ولا تنتجها.
ومن ناحيته، أكد المدير الجهوي للتجارة، حمادي الزغل، لـ”وات” تدعيم فرق المراقبة الاقتصادية بفريقين جديدين تم تكوينهما مع انطلاقة شهر رمضان لتأمين اكبر عدد من زيارات التفقد بكافة معتمديات الجهة والتصدي لمختلف المخالفات، على غرار عدم اشهار الاسعار، والبيع المشروط او الترفيع في الاسعار.
وأوضح ان الارتفاع المسجل في اسعار بعض الخضر والغلال يعود الى الفجوة الفصلية في هذه الفترة من السنة علاوة على تراجع المساحات المزورعة لبعض الخضر مثل البصل، مشيرا الى انه من المنتظر ان تشهد هذه الاسعار تراجعا ملحوظا في شهر ماي المقبل مع دخول الزراعات البدرية مرحلة الانتاج.
وأبرز ان المخزون التعديلي الذي وفرته الدولة في بعض المواد التي يكثر الاقبال عليها خلال شهر رمضان على غرار البيض والحليب والبطاطا مكّن من المحافظة على استقرار اسعارها مع توفرها بالكميات المطلوبة بمختلف المحلات والفضاءات التجارية.