أكد رئيس الجمهورية قيس سعيد، اليوم الأحد في موكب إحياء الذكري 65 لعيد قوات الامن الداخلي المنتظم بقصر قرطاج، أن مشروع القانون الذي أعدته رئاسة الجمهورية والمتعلق بالتعويض لعائلات الشهداء، تأخر صدوره “لأسباب تتعلق بالظروف التى يعرفها الوطن”.
وقال سعيد ” إن هذه الظروف بعضها طبيعي وبعضها الآخر كان بالامكان تجاوزها وتخطيها لو صدقت العزائم بعيدا عن منطق السياسة القائمة على تقسيم الحصص والمناصب” ، مشيرا الى أن “شجاعة القوات المسلحة والاستماتة لرفع راية الوطن والنظام والانضباط وتقدير الواجب والايمان بالحق وحب البناء والانجاز مناقب لا ينكرها إلا جاحد في قلبه مرض”.
وتوجه بالتحية الى قوات الامن الداخلي للجهود التى تبذلها من اجل حماية الوطن، مشيرا الى أن الاحداث التي شهدتها تونس منذ ستة عقود (تاريخ احداث هذه القوات) بجسامتها واهميتها واجهتها القوات المسلحة بإرادة صادقة قوية لم تهن ولم تضعف ولم تستكن ، قائلا ” كلما كان هناك تحد لا يقابل عندكم إلا بالتحدي المشفوع بالغلبة والانتصار وكلما كان هناك خطر إلا وكانت العزيمة أقوى على دفعه “.
وشدد رئيس الجمهورية، خلال الموكب الذي حضره بالخصوص رئيس البرلمان راشد الغنوشي ورئيس الحكومة هشام المشيشي، على ضرورة تطبيق القانون المعبر عن الإرادة الشعبية، “تطبيقا كاملا لا استثناء فيه لأحد، فالجميع سواء أمام القانون لا يشفع لأحد حزب ولا نسب ولا ثروة”، وفق تعبيره.
وأعرب عن أسفه إزاء التجاوزات التى تحصل في بعض الأحيان والتي قال إنه يجب مجابهتها بالقانون، داعيا القوات المسلحة الى الوعي بذلك وأن تكون كل الاسلاك نموذجا يحتذى بها في الانضباط.
وقال “هناك من يتمسك بالحصانة أو بالقرابة في حين أن الحصانة مقصدها هو ضمان حرية الموقف والتعبير وحرية الرأي وليست القذف والثلب والكذب والافتراء”، وعبر عن مساندته ‘لتحمل القوات المسلحة ومجاهدتها النفس عند سماع السباب والشتام ورؤيتها الدماء تسيل’، مؤكدا أن “الحصانة لا يمكن أن تكون حائلا أمام المساءلة وأن تكون عقبة أمام الإفلات من العقاب”.
وأعرب عن أسفه “لاختفاء ملفات ومؤيدات في أغابير المحاكم”، وفق توصيفه، قائلا ” إن المحاكمات تستمر في بلادنا لعقود .. أما لو كان المظلوم فيها فقيرا مدقعا لألقي به في ساعات معدودات في غياهب السجون “.
ودعا القوات المسلحة الى التحلي بالصبر وقال ” إن بعضكم يعلم الكثير ويعلم كيف يعطل السير العادي لدواليب الدولة بالفتن وبالنصوص وبالتمييز وبإيثار البعض عن البعض دون مقاييس موضوعية دون وجه حق”.
تجدر الاشارة الى ان رئيس الجمهورية تولى تعليق شارات الرتب وتوسيم ثلة من اطارات واعوان قوات الامن الداخلي.