أفرزت نتائج مسح ميداني أعده المرصد الوطني للرياضة حول الممارسات الرياضية والبدنية لدى التونسيين 2021 أن 83,2% من التونسيين لا يمارسون الأنشطة الرياضية والبدنية .
كما كشفت نتائج المسح الوطني الثاني الذي تم عرضه امس خلال جلسة عمل تمهيدية بحضور وزيرة الشباب والرياضة والإدماج المهني بالنيابة سهام العيادي والمدير العام للمرصد الوطني للرياضة نزار السويسي عن عدم توازن ملحوظ في خارطة الممارسات الرياضية والبدنية بين الأقاليم في مختلف جهات البلاد.
واوضحت الوزارة ان النتائج التي افرزها البحث تتطلب تدخلا عاجلا للترفيع في نسبة الاقبال على ممارسة الرياضة وترسيخها لدى كل الفئات لما لها من انعكاسات إيجابية على صحة المواطن ومساهمتها في تحقيق التوازن النفسي والاجتماعي.
واضافت انها ستعمل استنادا لنتائج هذا المسح على ضبط استراتيجية واضحة لإعادة توزيع واحداث المنشآت الرياضية في مختلف ولايات الجمهورية حيث سيتم العمل على إحداث ملاعب أحياء وقاعات أحياء للترفيع من نسبة ممارسي الأنشطة الرياضية.
كما ستعمل على استهداف أقاليم تونس الكبرى والشمال والجنوب الغربي التي تشهد نسب إقبال ضعيفة على ممارسة الرياضة على غرار ولايات الكاف وسليانة وقفصة التي لا تتعدى نسبة 3 % .
ويعود ذلك حسب تقرير البحث الى النقص الكبير في المنشآت والفضاءات الرياضية بهذه الجهات أو تواجدها على مسافات بعيدة من المتساكنين مما يفسر العزوف الكبير على الإقبال على ممارسة الأنشطة الرياضية.
وتؤكد الوزارة على ضرورة التدخل لفائدة الجهات التي تشهد نسب اقبال ضعيفة على ممارسة الرياضة من خلال احداث اختصاصات رياضية جديدة بها والتشجيع على بعث جمعيات لتأطير الشباب والعمل على دعم الرياضة النسائية في مختلف الجهات حيث أفرزت نتائج المسح أن 88,1% من النساء لا يمارسن الرياضة نظرا لعدم توفر جمعيات مختصة في الرياضات النسائية .
وجاء في نتائج البحث ان أسباب هذا العزوف الكبير لدى التونسيين على ممارسة الرياضة تعود الى الضغط الزمني بدرجة أولى بنسبة 18.7% وهو ماحال حسب آراء المستجوبين دون تمكينهم من أوقات كافية لممارسة الأنشطة الرياضية والبدنية.
كما يفسر ذلك حسب البحث بالتوجه نحو أنشطة بديلة على غرار الألعاب الالكترونية والإبحار على الشبكة العنكبوتية بنسبة 14,3%مقابل التراجع الكبير على الإقبال على الأنشطة الرياضية والثقافية كالمسرح والسينما والمطالعة التي تتراوح بين 0.8% و2.9%.
كما تمت الاشارة ضمن الاسباب الى ارتفاع تكلفة ممارسة الأنشطة الرياضية خاصة في ظل انتشار الأكاديميات والقاعات الرياضية الخاصة المكلفة.
اضافة الى عدم وجود فضاءات رياضية مهيأة او تواجدها على بعد مسافات كبيرة من المتساكنين وهو مايتطلب العمل على نشر رياضة القرب.
كما تم التطرق الى صعوبة مسالك الإنتداب خلال السنوات الأخيرة وهو ماأدى الى عدم توفر مختصين في الفضاءات الرياضية و غياب الأنشطة الرياضية داخل المؤسسات التربوية بما يفسر تراجع نسبة ممارسة الرياضة لدى الأطفال الى حدود 11% وذلك حسب نتائج البحث الذي شمل قرابة 5000 أسرة ممثلة لكل الأصناف المهنية والاجتماعية والفئات العمرية بكل ولايات الجمهورية