تلقي جائحة كورونا بتداعايتها على مختلف المجالات الحياتية وتتجاوز انعكاساتها السلبية الوضع الصحي والاجتماعي والاقتصادي، إلى قطاعات أكثر دقة وفئات أكثر حساسية، في مقدمتها الأطفال، الذين أصبحوا مهددين باضطرابات نفسية وانحرافات سلوكية في ظل تعليق الدروس وغلق المؤسسات التربوية وفضاءات التنشيط التربوي، وفق الخبير في مجال الطفولة والأسرة ابراهيم ريحاني.
وقدّر ريحاني، اليوم الأحد، في تصريح لـ (وات)، أن الأطفال يمكن أن يكونوا ” قوة مقترح” عبر تفعيل مشاركتهم في البرامج التفاعلية، عن بعد في أنشطة نوادي الاطفال ومركبات الطفولة، غير أن ما تعيشه البلاد من آثار الجائحة والمناخ العام للبلاد أثر بالضرورة على واقعهم وأسرهم وهو يترجمه تفاقم ظاهرة العنف والانحراف السلوكي لدى فئة من الاطفال في ظل غياب الرقابة على سلوكياتهم.
واعتبر المتحدّث أن الدور البارز للمنظومة التربوية أصبح مضطربا وغائبا، وأصبح الشارع، في المقابل، يحتضن جميع تمظهرات “اللارقابة”، وأمسى للطفل هامش كبير من الوقت يمضيه فيه وهو ما يفتح الباب أما المخاوف من السلوكات المحفوفة بالمخاطر.
وانتقد الخبير في مجال الطفولة والأسرة غلق فضاءات التنشيط التربوي التي تعمل على احتواء الأطفال، مقابل تواصل عمل رياض الاطفال والمحاضن المدرسية التي ستشكو، حسب تقديره، إقبالا كبيرا في الوافدين عليها نتيجة لغياب دور مؤسسات أخرى لتقليص هذا العبء.
ولفت إلى أن الأطفال يمكن أن يكونوا ” قوة مقترح” عبر تفعيل مشاركتهم في البرامج التفاعلية عن بعد من خلال أنشطة نوادي الاطفال ومركبات الطفولة أو برامج تفاعلية في وسائل الاعلام التي يمكن أن تساهم في التحسيس بهذه الفترة التي تعيشها البلاد والعالم بأسره.
ورأى أنه بات من الضروري اليوم استرجاع الثقة بين الطفل ومؤسسته التربوية وتفعيل دورها التربوي وبناء سياسة اتصالية ناجعة مع المجتمع وتكريس مقاربة حقوقية في الصحة والتعليم وغيرها، إلى جانب رسم برامج استباقية شمولية.
يذكر أن الهيئة الوطنية لمجابهة فيروس كورونا، كانت قد قررت تعليق الدروس في المؤسسات التربوية بكافة المراحل التعليمية من 18 أفريل الى 30 أفريل المنقضي في مرحلة أولى ومن 3 ماي الى 16 ماي الجاري في مرحلة ثانية باستثناء الأقسام النهائية المعنية بالامتحانات الوطنية.