دعا وزير الشؤون الخارجية، عثمان الجرندي، اليوم الأحد، المجموعة الدولية الى “تحمل مسؤولياتها الاخلاقية والقانونية من أجل وقف العدوان الاسرائيلي الهمجي على الأراضي الفلسطينية المحتلة وقطاع غزة المحاصر”، الذي قال إنه “يشهد معاناة انسانية غير مسبوقة”.
وأكد الجرندي، في اجتماع طارئ للجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الاسلامي، على ضرورة “وضع حد لسياسة الإفلات من العقاب ااتي تتحصن بها إسرائيل ومحاسبتها على الانتهاكات االجسيمة المرتكبة ضد االمدنيين الأبرياء بما في ذلك الأطفال”، معتبرا إياها “جرائم حرب وإبادة جماعية وتطهير عرقي تستوجب إحالتها على محكمة الجزاء الدولية”.
وخلف قصف قوات الاحتلال الاسرائيلي، المتواصل منذ عدة أيام على قطاع غزة حتى اليوم الأحد، استشهاد 174 شخصا، بينهم 47 طفلا و29 سيدة، إضافة إلى إصابة نحو 1200 بجروح متفاوتة، وفق ما ذكره التلفزيون الفلسطيني.
وانتشلت فرق الإسعاف والدفاع المدني صباح اليوم، وفق ذات المصدر، جثامين 12 شهيدا من تحت ركام منازل، تم قصفها من قبل الطيران الحربي الإسرائيلي غرب مدينة غزة، ليرتفع عدد الشهداء منذ الفجر إلى 15.
وأعرب وزير خارجية تونس عن الأمل في أن يخرج مجلس الأمن، خلال الجلسة التي ستعقد هذا اليوم بطلب من تونس، بقرار يستجيب إلى مستوى مسؤوليته في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين ويضع حدا للعدوان الإسرائيلي بما يحقن الدم الفلسطيني ويحول دون مزيد تدهور الأوضاع الإنسانية.
وأكد أن تونس “لن تدخر جهدا من أجل حشد الدّعم الإقليمي والدولي للشعب الفلسطيني الشقيق، من خلال تكثيف الاتصالات مع مختلف الدول الشقيقة والصديقة بما في ذلك الدول الأعضاء في مجلس الأمن”.
وأضاف أنها ستواصل تحركها الدبلوماسي لدى مختلف المنتظمات الإقليمية والدولية، بما في ذلك الجمعية العامة للام المتحدة، “لوقف جرائم الكيان القائم بالاحتلال ووضعه أمام مسؤولياته ومنعه من التصرف كقوة فوق المحاسبة وفوق المواثيق الأممية”.
وقال الجرندي إن “تاريخ قوات الاحتلال الاسرائيلية على مدى ثلاثة وسبعين سنة حافل بمختلف أنواع الجرائم والاعتداءات واستباحة المقدسات والتهجير القسري والفصل العنصري وهدم المباني والمستشفيات ومصادرة الأراضي والقتل العمد والإعدامات الميدانية والأًسر والتجويع واستهداف الشيوخ والنساء والأطفال الذين صاروا يملؤون المعتقلات الإسرائيلية”.
وبين أن التطورات الحالية “ما هي سوى حلقة جديدة في سلسلة الجرائم الاسرائيلية، التي تبرهن مرة أخرى بأنها كيان استيطاني واستعماري وعنصري ولم يكن يوما طالب سلام أو مؤمنا به، كما لم يعترف يوما بالقرارات الدولية والمواثيق الأممية ذات الصلة بحقوق الانسان والقانون الدولي الانساني في تحد سافر وصارخ لجميع القيم والمبادئ الانسانية المشتركة”.
وذكر الوزير بموقف تونس الثابت و”الداعم للحق الفلسطيني المشروع في أرضه وقدسه وجميع مقدساته”، مشددا على أن “إحلال السلام الدائم والعادل والشامل في المنطقة لن يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي واستعادة الشعب الفلسطيني لجميع حقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف ولا للسقوط بالتقادم، وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.
وفي هذا السياق، أدانت منظمة التعاون الإسلامي “بأشد العبارات الاعتداءات الوحشية الإسرائيلية” على الشعب الفلسطيني، وفق ما ورد في بيان صدر عن الاجتماع الطارئ للمنظمة اليوم الأحد.
وطالب بيان المنظمة بالوقف الفوري للهجمات على المدنيين، واصفا إياها بأنها “تنتهك القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة”.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أبلغ مجلس الأمن الدولي اليوم الأحد بأن “الأعمال القتالية” في الأراضي المحتلة وغزة “مروعة للغاية”، ودعا لوقف القتال فورا.
وقال غوتيريش إن الأمم المتحدة “تدفع كل الأطراف بقوة نحو وقف إطلاق النار على الفور”، ودعا الجميع إلى “السماح بتقدم جهود الوساطة ونجاحها”.