اثر الأحداث الآخيرة التي تعيشها الأراضي الفلسطينية المحتلة وبعد استئناف الدروس بالمؤسسات التربوية التونسية بعد توقفها لفترة قاربت الشهر جرّاء الوضع الوبائي، أدى رئيس الحكومة هشام مشيشي صباح اليوم الاثنين، زيارة لاعدادية محمد صالح الجابري ببرج السدرية – حمام الشط من ولاية بن عروس، أين تم رفع العلمين التونسي والفلسطيني وعزف نشيدي البلدين نصرة للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني المعزول.
وبعد تحية العلمين، تابع رئيس الحكومة وفق بلاغ لرئاسة الحكومة شريطا قصيرا يستعرض أبرز محطات القضية الفلسطينية وخاصة أحداث حمام الشط، التي جدت منذ قرابة 36 سنة ذات أكتوبر من العام 1985 ضد قيادات منظمة التحرير الفلسطينية أين امتزجت فيها دماء التونسيين والفلسطيينين .
واعتبر أن اختيار مدينة حمام الشط دليل على المكانة التاريخية التي تحظى بها الجهة في مساندتها للقضية، حيث امتزجت دماء التونسيين والفلسطينيين وأن القضية راسخة في قلوب التونسيين وهي قضيّتهم بالأساس، قائلا إن “تونس لا تساند فقط القضية الفلسطينية بل تتبنّاها وتدافع على القضية العادلة التي تمسّ كل أحرار العالم عبر مختلف الأجيال”.
واستنكر مشيشي في تصريح إعلامي، الهجمات الأخيرة الشرسة والمتكرّرة بحق الشعب الفلسطيني، والتي راح ضحيتها عدد كبير من الضحايا من الأطفال والمواطنين الفلسطيينين العزل، مبرزا أن الموقف التونسي من القضية الفلسطينية ثابت وهي قضية كل التونسيين. كما لاحظ أن التلاميذ والناشئة بطبيعتهم متبنون للقضية، باعتبار أن الانسان يميل تلقائيا للعدل والحق.
وأثنى رئيس الحكومة على المجهود الديبلوماسي لتونس والاتصالات اليومية على أعلى مستوى في هذه الفترة لحث كل أحرار العالم على ادانة العدوان الغاشم بحق الفلسطينيين والدفاع عن الحق المشروع للفلسطينيين واساسه دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف.
وحضر موكب رفع العلمين التونسي والفلسطيني وعزف نشيدي البلدين، وزير التربية فتحي السلاوتي ووالي بن عروس علي سعيد والأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي ورئيس الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية سمير ماجول، ورئيس اتحاد الفلاحة والصيد البحري عبد المجيد الزار، وعميد المحامين ابراهيم بودربالة، وسفير فلسطين بتونس هايل الفاهوم.
يذكر ان وزارة التربية قررت امس تنظيم تظاهرة ” أسبوع فلسطين بالوسط المدرسي”، من خلال جملة من الأنشطة التحسيسية والتربوية، وذلك في إطار الحرص على تربية الأجيال والناشئة على تمثّل المبادىء السامية لمقاومة الشعب الفلسطيني وتجذير قيم العدل والحقّ والتضامن الانساني والكوني .
وكانت تونس دعت امس الأحد في جلسة علنية لمجلس الأمن الدولي، المجموعة الدولية ومجلس الأمن إلى تحمّل مسؤولياتهما “للوقف الفوري للعدوان الصارخ على الشعب الفلسطيني ووضع حدّ للخطوات التصعيدية الخطيرة لقوات الاحتلال”.
ودعا وزير الشؤون الخارجية، عثمان الجرندي، في كلمة خلال الجلسة، إلى “تحديد المسؤوليات ومساءلة ومحاسبة من تسبّب في تدهور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة ويُهدّد الأمن والاستقرار في المنطقة، في الوقت الذي كان العالم يتطلّع فيه إلى إعادة إحياء مسار السلام”، وفق تعبيره.