دعا رئيس الجمهورية، قيس سعيّد، الثّلاثاء بفرنسا، الى شطب ديون الدول الفقيرة أو تخفيف جانب هام منها، لا سيما مع ارتفاع حجمها والفوائض المنجرة عنها.
واعتبر، لدى مشاركته بعد ظهر الثلاثاء 18 ماي 2021، في قمة تمويل الاقتصاديات الإفريقية، التي احتضنتها باريس بدعوة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أنّ المديونية تعد من أهمّ التحديات التي زادتها جائحة كوفيد-19 حدّة، وعمّقت الأعباء المالية والفجوة التمويلية لموازنات الدول الإفريقية حيث أضحت أزمة الديون الخارجية عقبة رئيسية أمام تحقيق الانتعاشة الاقتصادية المستدامة.
وتقدر الاحتياجات المالية لإفريقيا بحلول 2025 بحوالي 285 مليار دولار، وفق ما افاد به الرئيس الفرنسي، ايمانويل ماكرون، لدى افتتاحه أشغال القمة، مقترحا في سبيل تجنب مضاعفة عبء الدين، اللجوء الى آلية مالية غير مستخدمة كثيرا وهي حقوق السحب الخاصة لدى صندوق النقد الدولي، وهي أداة صرف أجنبي تستخدم للمساعدة على تمويل الواردات.
وقال سعيّد، خلال هذه القمة، التي يحضرها عدد كبير من رؤساء دول إفريقية ورؤساء حكومات غربية وقادة مؤسسات مالية دولية وإقليمية ، أنّ الظرف الدقيق الذي تعيشه القارة الإفريقية جّراء التأثيرات السلبية لجائحة كورونا على معدلات التنمية يتطلب تكاتفا أكثر من أجل بلورة رؤية شاملة ومتضامنة لمعالجة هذه التحديات بصورة هيكلية ودائمة، وفق بلاغ صادر عن رئاسة الجمهورية.
وشدد على أهمية اعتماد مقاربة جديدة تراعي التغيرات السياسية والاقتصادية في العالم وتمكن من إيجاد حلول للقضايا الإقليمية والدولية الراهنة، فضلا عن إيلاء أهمية إلى الجانب الإنساني في السياسات الاقتصادية لحفظ كرامة الشعوب وتحقيق تطلعاتها في الاستقرار والتنمية.
يذكر ان هذه القمة الرامية الى إرساء موارد مالية من شأنها إنعاش اقتصاد القارة الافريقية، جاءت في وقت تواجه فيه القارة عجزا يقارب 300 مليار دولار بنهاية 2023 بينما تحاول التعافي من التباطؤ الاقتصادي. ومن المتوقع ان يشهد الناتج المحلي الاجمالي للقارة في 2021 اول ركود له منذ 25 عاما
وكان لرئيس الجمهورية في اطار مشاركته في قمة تمويل الاقتصاديات الافريقية لقاءات جمعته، ظهر الثلاثاء بباريس، برئيس مجموعة البنك الافريقي للتنمية، أكينويمي أديسينا، الذي أعرب عن استعداد هذه المؤسسة لمواصلة تعاونها مع تونس ودعم مشاريع وبرامج في قطاعات متنوعة لا سيما منها تشغيل الشباب وتعزيز مكانة المرأة وتمويل القطاع الخاص
وكان سعيّد، التقى صباح الثلاثاء، رئيسة البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، اوديل رنو باسو، التي أكدت أن أولويات عمل هذه المؤسسة في الفترة القادمة، تتمحور حول التغير المناخي والطاقة والإسكان والرقمنة والتي توفر لتونس والبنك فرصا واعدة للتعاون والشراكة.