تمكن فريق بحث تونسي -هندي، مؤخرا، من اكتشاف جديد لتلقيح مستحدث ضد مرض السل له فاعلية ونجاعة أكبر من تلك التي يمنحها لقاح BCG الذي يعد اللقاح الوحيد والشائع لهذا الوباء، وفق ما صرّح به المشرف عن البحث والباحث في علم المناعة بمعهد باستور، مكرم السافي.
وأوضح، في تصريح لوكالة تونس افريقيا للانباء اليوم الخميس، أن هذا الاكتشاف البحثي الذي يسهرعليه باحثون في علم من تونس وباحثون في اختصاص الميكروبيولوجيا من الهند، منذ سنة 2012، يعد ثورة في عالم التلاقيح من حيث الطريقة النوعية الجديدة في انتاجه التي تعتمد على تحفيز ردة فعل جهاز المناعة بواسطة الدواء المعالج لمرض السرطان.
وقال إن ” هذه طريقة تستعمل لأول مرة وتفتح المجال واسعا لاعتمادها وتطبيقها على التلاقيح المختلفة بما في ذلك لقاحات كوفيد-19″.
ولفت الى أن تلقيح BCG غير ناجع باعتباره يحمي الأطفال ولا يحمي المصابين بالسل من الفئات العمرية الأكبر سنا كالكهول والشباب وكبار السن.
وأضاف أنه لتحسين الحماية التي يمنحها التلقيح الشائع تم تحفيز بروتين FOXO3 عبر اعتماد دواء لمعالجة مرض السرطان، مبينا أن طريقة عمل اللقاح الجديد تتمثل في الحقن بالتلقيح BCG ثم إضافة الدواء المعالج لمرض السرطان في موضع الحقن وهو المحفز لبروتين، FOXO3
ولفت إلى أن الأبحاث أثبتت في مرحلة أولى الدور الكبير الذي يلعبه هذا البروتين في حدوث ردة فعل ناجعة وقوية لجهاز المناعة ضد بكتيريا السل موضحا أن البروتين المذكور موجود في جهاز المناعة وله دور مهم في العمل الناجع له ضد الأمراض الجرثومية وخاصة مرض السل.
وأفاد أن مرحلة التجارب على الحيوانات تمت بنجاح وقد تمت تجربة اللقاح الجديد على الفئران والخنزير الغيني بالهند، وذلك نظرا لغياب محضنة حيوانات عصرية بتونس وسيتم لاحقا في الهند قبل الانتقال إلى مرحلة التجارب السريرية تجربة اللقاح الجديد على القردة.
وتم، وفق محدث (وات)، نشر مقالات علمية حول هذا البحث في عدد من النشريات العلمية في مناسبات عديدة أحدثها في شهر ماي الجاري بمجلة “أكاديمية” الاكثر قراءة في مجال علم المناعة وفي مناسبتين سنتي 2014 و2019 في مجلات علمية أمريكية وبريطانية.
وذكر أن هذا المشروع البحثي المشترك ممول في جانب منه من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بقيمة 30 ألف دينار والجزء الاخر ممول من المنظمة العالمية للصحة بقيمة 40 ألف دينار إلى جانب تمويلات أخرى ذاتية والتمويل الهندي الذي تعذر عليه الكشف عنه.
وأردف أن السل ينجم عن جرثومة (المتفطرة السلية) تصيب الرئتين في معظم الأحيان، وهو مرض يمكن شفاؤه ويمكن الوقاية منه،و يصيب بين 27 إلى 30 شخص على كل 100 ألف ساكن في تونس وأكثر من 4 آلاف شخص يوميا حول العالم، لذلك تم التفكير في تحسين قابلية الحماية للتلقيح المعروف والشائع BCG، حسب قوله
ويعتبر السلّ مرضا قاتلا يؤدي إلى حالات وفاة في أغلب الأحيان خاصة في الدول الفقيرة التي تشهد انتشارا واسعا لهذا الوباء.
وينتشر السل من شخص إلى شخص عن طريق الهواء، فعندما يسعل الأشخاص المصابون بسل رئوي أو يعطسون أو يبصقون، ينفثون جراثيم السل في الهواء ولا يحتاج الشخص إلا إلى استنشاق القليل من هذه الجراثيم حتى يصاب بالعدوى.
أم