سجلت ولاية القصرين، اليوم الخميس، اندلاع حريقين جديدين، الأول بالقرب من الطريق الحزامية الكبرى في أرض تابعة لديوان الأراضي الدولية، والثاني بجبل تيوشة في الجزءين التابعين لمعتمديتي سبيبة وسبيطلة.
وفي الأثناء توسعت رقعة حريق المنطقة العسكرية المغلقة بجبل السلوم المندلع منذ أيام، وامتدّ إلى التجمعات السكنية المتاخمة له، على غرار منطقة ” الهشة”. وقد تدخل أعوان الإطفاء بدائرة الغابات وأعوان الحماية المدنية، وتمت السيطرة عليه بنسبة مائة بالمائة بدعم من الإدارة الجهوية للتجهيز، التي وفرت آلة كاسحة، وفق رئيس دائرة الغابات بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالقصرين، يامن حقي.
وذكر حقي في تصريح ل”وات”، أن المجهودات متواصلة إلى حدّ الآن لإخماد الحريق المندلع مؤخرا بجبل “طم صميدة” في معتمدية فريانة على الحدود التونسية الجزائرية، وحريق جبل” تيوشة”، الذي بين أن تضاريسه الصعبة صعبت عملية التدخل لإخماده.
وبخصوص حريق جبل “بيرينو” بتالة، أكد المتحدث أنه تمت السيطرة عليه بنسبة كبيرة وبقيت بعض الجيوب النارية التي تم وضعها تحت رقابة فريق إطفاء للتدخل فور نشوبها من جديد.
وبخصوص أسباب اندلاع مجمل هذه الحرائق، أوضح ذات المصدر أن الإنسان هو المتسبب الوحيد فيها، إما عمدا أو سهوا، وأن التحقيقات الأمنية متواصلة في سبيل الكشف عن مرتكبيها لإتخاذ الإجراءات القانونية المستوجبة في شأنهم، علما بأن إضرام النار عمدا في الغابات يعد جريمة شديدة يطبق على صاحبها الفصل عدد 307 من المجلة الجزائية، وتصل فيها العقوبة إلى 12 سنة سجنا وإلى الإعدام، إذا ما تسبب الحريق في موت إنسان.
وقد تسببت هذه الحرائق إلى حد اليوم في إتلاف 114 هكتارا من الأشجار والنباتات الغابية (الصنوبر الحلبي، العرعار، الإكليل، الشيح ، الحلفاء…)، دون احتساب المساحات المتضررة في المناطق العسكرية المغلقة الراجعة بالنظر إلى الجيش الوطني، وفي جبل “بيرينو” في تالة ومنطقة “طم صميدة” بفريانة، والتي قال إنه لم يتم بعد حصر أضرارهما لأن النيران لا تزال مشتعلة بهما.
ولفت حقي، من جهة أخرى، إلى أن تزامن اندلاع الحرائق بالجهة مع شساعة الغابات، تسبب في تشتت مجهودات أعوان الإطفاء، مما اقتضى طلب دعم من مصالح الحماية المدنية بالجهة ومن دائرتي الغابات بولايتي الكاف وقفصة.
وأكد بالمناسبة أن غابات القصرين هي ثروة وطنية لا تقدر بثمن، وستكون لهذه الحرائق تأثيرات جدّ سلبية على المنظومة البيئية وعلى الإنسان والحيوان بالمنطقة، موضحا أن ولاية القصرين سجلت منذ بداية سنة 2021 إلى حدود اليوم 39 حريقا غابيا، وأن الثروة الغابية بالجهة تمثل 19 بالمائة من مساحة الغابات بكامل البلاد التونسية، وتمثل مساحات غابات الصنوبر الحلبي 36 بالمائة من مساحات الصنوبر الحلبي بتونس، وتوجد بالولاية أكبر مساحة لمنابت الحلفاء (150 ألف هكتار).
ومع تواصل اندلاع الحرائق بمناطق غابية مختلفة بالجهة، في ظل الإرتفاع الملحوظ في درجات الحرارة، أطلق عدد من نشطاء المجتمع المدني والمواطنين المتاخمين للجبال المحروقة نداءات استغاثة إلى السلط الجهوية والمركزية لتسخير كافة الإمكانيات الوطنية لإخمادها ومنع تسببها في خسائر مادية أو بشرية.