لا تزال عديد الأحياء السكنية والمعتمديات في ولايات صفاقس تعيش بدون ماء مع تواصل انقطاع الماء الصالح للشرب تزامنا مع موجة الحر، وهو ما أثار غضب واستياء المواطنين الذين لم يجدوا ما يلبي حاجياتهم اليومية من الماء للشرب والتنظيف والاستحمام والطهي وغيرها من الحاجيات اليومية.
وتتالى خلال هذه الأيام على أمواج الإذاعات الجهوية بصفاقس نداءات المواطنين للمسؤولين في الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه والسلط الجهوية، قصد التدخل، كما عمد البعض منهم إلى قطع الطريق للفت نظر المسؤولين على غرار ما أتاه مساء أمس الأربعاء سكان منطقة “القنزول” بطريق منزل شاكر في معتمدية صفاقس الغربية.
وتتضرر من الانقطاعات المتكررة والمتواصلة طيلة أيام، عديد المعتمديات مثل صفاقس الغربية وطينة والحاجب وبئر علي والغريبة والصخيرة ومنزل شاكر وغيرها من المناطق خاصة منها الواقعة في مرتفع من الأرض بما يحول دون وصول منسوب المياه الخافت إليها.
وأرجع كل من والي صفاقس أنيس الوسلاتي ومدير الاستغلال بالجنوب للشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه أحمد صولة في تصريحين ل(وات) هذه الانقطاعات إلى عديد العوامل والمسببات التى من بينها الانقطاعات الكهربائية المتواترة على عدد من الآبار في الجهة وفي منطقة جلمة التي تتزود منها عديد مناطق الولاية فضلا عن النقص في مياه السدود ومحدودية الموارد الذاتية لجهة صفاقس التي تتزود بنسبة 80 بالمائة من مياه الشمال وجلمة وسبيطلة وموجة الحرارة التي رافقها ارتفاع في نسق الاستهلاك.
وتجدر الاشار في هذا الخصوص الى أن انقطاعات الكهرباء في شبكات آبار مياه الشرب، نتجت عن عدم القيام بأشغال الصيانة الضرورية، جرّاء الإضراب المفتوح للمهندسين في القطاع العمومي الذي دام قرابة الثلاثة أشهر.
وتوقع أحمد صولة أن يعود الماء تدريجيا إلى عدد من المناطق بعد عودة الكهرباء للآبار بما فيها آبار منطقة الخزانات بطريق منزل شاكر كلم 11، داعيا المواطنين إلى الاقتصاد في استهلاك الماء وعدم التبذير بما يساعد على استكمال الصائفة بأقل انقطاعات ممكنة
من جهته أكد والي صفاقس أن انقطاعات الماء هي المشغل الرئيسي الثاني إلى جانب ملف الوضع الوبائي الذي يستأثر باهتمامه وعمله اليومي، لافتا إلى أنه في تواصل دائم مع مسؤولي الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه وسيتم دعوة كل المتدخلين في المجال على الصعيد الجهوي لبحث سبل الخروج من الازمة وتحسين مؤشرات تزويد المواطنين في مختلف المناطق ولا سيما المتضررة أكثر من غيرها من النقص الحاد للموارد المائية.