سجلت دورة التدارك لامتحان الباكالوريا بولاية منوبة، نجاح سجين بالسجن المدني ببرج العامري، في شعبة الآداب بمعدل 11,41، وذلك بعد اجتيازه الاختبارات بمركز الامتحان الفرعي بالسجن المدني بالمرناقية التابع لمركز الامتحان بالمعهد الثانوي الفارابي بالمرناقية، وذلك مع سجينين آخرين لم يسعفهما الحظ بالنجاح، وفق معطيات المندوبية الجهوية للتربية بالمنوبة.
السجين”م. م”، أصيل ولاية جندوبة، والبالغ من العمر 30 عاما، كانت زارته “وات” في أول أيام الدورة الرئيسية بتاريخ 16 جوان المنقضي، للحديث عن تجربة اجتياز الباكالوريا خلف القضبان. وقد أكد يومها أنه بعد قضائه 10 سنوات من عقوبته المطولة، وبعد انقطاع مدرسي منذ 11 عاما، خامرته فكرة العودة للدراسة، إذ اجتاز امتحان الباكالوريا السنة الفارطة، في الدورتين، لكن لم يسعفه الحظ بالنجاح، وقرر إعادة الكرة مستغلا الظروف التي وفرتها له إدارة السجن المدني بالمرناقية، وفق تعبيره.
دعمته عائلته بجلب المراجع والدروس اللازمة لينكب منذ أشهر على المراجعة بالسجن المدني ببرج العامري، واضعا النجاح نصب عينيه كهدف استطاع تحقيقه في دورة التدارك بمعدل مشرف في شعبة الآداب.
وأعرب المترشح “م” عن عزمه على تحقيق النجاح وبذل الجهد من أجل هدفه، الذي اعتبره ” الملاذ والمنقذ الوحيد لانتشاله من كبوة حفرها له حظه العاثر، ولتخليصه من أعباء عقوبة قضى نصف مدتها، وما تزال 10 سنوات في رصيده”.
وأمل السجين أن يصل نداؤه إلى مصالح رئاسة الجمهورية ووزارة التربية لتمكينه وكل أمثاله ممن تعلموا من تجربتهم القاسية، بعد أن حادوا عن طريق الجادة، من تخفيف أو عفو يضمن لهم المضي قدما والاندماج في المجتمع من جديد.
واعتبر أن الدراسة أو التكوين الذي يتلقاه السجين، يتطلب تواصلا وامتدادا مع المحيط الخارجي، حتى يستعيد خطواته الضائعة طيلة مدة العقوبة، ويعود عنصرا فاعلا في المجتمع..
يذكر أن السجن المدني بالمرناقية شهد نجاح سجين في الموسم الدراسي المنقضي، وتم توجيهه الى المركب الجامعي بمنوبة، أين يزاول دراسته هذه السنة، بعد حصوله على تخفيف العقوبة من قبل القاضي بعد تقديم مطالب في الغرض، وفق تأكيد رئيس إدارة شؤون المودعين بالسجن المدني بالمرناقية، المستشار العام العيدي بن فرج، في المتابعة التي نشرتها “وات” بتاريخ 16 جوان المنقضي.