توقع رئيس الحكومة، هشام المشيشي، الاثنين، أن تبدأ نسبة الإصابات بفيروس كورونا في التراجع مع نهاية شهر جويلية، لكن ذلك يبقى، حسب تقديره، رهين مدى الالتزام باجراءات التباعد فترة العيد وتفادي التجمعات، مشددا على أن الحل الجدي للتصدي للجائحة يبقى التلقيح، وأن كميات هامة من التلاقيح بصدد الوصول إلى تونس.
وقال المشيشي في كلمة توجه بها للتونسيين، مساء اليوم الاثنين، عبر قناة “الوطنية1″، إنه أعطى تعليماته بالتسريع في تلقيح جميع المواطنين، سواء عن طريق مراكز التلقيح أو المستوصفات والصيدليات أو من خلال الحملات المتنقلة، موضحا أن الاستراتيجية المعتمدة على هذا الصعيد تستهدف الجميع في المدن والقرى والأرياف.
وفي تذكيره بالتجربة التي اكتسبتها تونس في هذا المجال، أشار رئيس الحكومة إلى الاستراتيجية التي اعتمدها الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة في تلقيح التونسيين بعد الاستقلال، والتي قال إنه تم بفضلها القضاء على العديد من الأمراض والأوبئة، التي مازالت سارية في عديد البلدان.
وفي الجانب السياسي من كلمته، اعتبر هشام المشيشي أن “حكومته كانت تدرك، ومنذ تسلمها لمهامها، أن الوضعية صعبة على كافة المستويات”، وأنه “لا يوجد من يساعدها، لأنها لا تتبع أحدا”، حسب تقديره، لافتا إلى أنه هناك “من يكرّس كلّ الجهود والإمكانيات والوسائل غير المشروعة لضرب الحكومة وتشويهها، حتى وإن كان ثمن ذلك الدولة التونسية”، وفق قوله.
وأكد أن حكومته اختارت، أمام التحديات القائمة، “طريق المسؤولية، عوضا عن طريق الشعبوية، التي كان يمكن أن تحقق للحكومة نقاطا سياسوية تافهة أو شعبية زائفة، على حساب المصلحة الحقيقية للبلاد”، حسب تعبيره، مبينا أن “الحكومة تحملت مسؤوليتها ومازالت مواصلة في ذلك، رغم ضعف الإمكانيات والهجمات التي تشن عليها يوميا”.
وأكد، في الآن نفسه، أن “الجميع يدرك أن الوضعية الاقتصادية صعبة، حتى قبل انتشار وباء كورونا، لكن الحكومة تواصل العمل، وهمّها الوحيد إنقاذ أرواح التونسيين والحفاظ على مواطن الشغل وديمومة الدولة”، مشيرا إلى أن المهمة صعبة، في الوقت الحاضر، لكنها “غير مستحيلة”.
ولاحظ أن الحكومة لم تبادر، في مواجهتها لجائحة كورونا، إلى اتخاذ ما أسماه ب”إجراءات وقرارات قاسية”، من منطلق “مراعاة مصالح شرائح واسعة في البلاد، وخاصة ضعاف الحال”.
وانتقد ما وصفه ب”الاستثمار السياسي في الأزمات”، وقال إنه “لا يليق إلا بأمراء الحروب”، مؤكدا “ضرورة الوعي بالمصلحة الوطنية وصحة الشعب والحلم الجماعي، الذي لا بد من بنائه بالوحدة الوطنية”.
وأشار الي ان تونس عاشت عبر تاريخها العديد من الأوبئة (1865-1911-1919)، وتخوض في الوقت الراهن معركة مع أشرس الأوبئة بإمكانيات ضعيفة، لكنها قادرة على السيطرة على الوباء “بتضامن وطني واسع، وبتغليب المصلحة الوطنية ونكران الذات”.
وثمن بالمناسبة الجهود المبذولة والحركية الدبلوماسية لجلب التلاقيح والحشد الدولي والمناصرة التي وجدتها تونس من بقية الدول، والتي اعتبر أنها ستمكن من تحسين قدرات البلاد على تخطي الجائحة، منوها، في هذا الصدد، بجهود رئيس الدولة، قيس سعيد، في معاضدة جهود الحكومة لمجابهة الوباء.
كما ثمن جهود أبناء القطاع الصحي والمؤسسة الأمنية والعسكرية والادارات الجهوية ومكونات المجتمع المدني، لما يقومون به “من دور بطولي لإنقاذ أرواح التونسيين”.