شوارع شبه مقفرة ما عدى عدد قليل من المواطنين الذين انتشروا تحت ظل شجرة رفقة اترابهم أو بعض الذين اختاروا احتساء قهوتهم على عتبات اركان المدينة … دوريات امنية غائبة … اصحاب سيارات الاجرة “تاكسي” مرابطون في المحطة المعدة لهم ينتظرون حرفاءهم … محلات تجارية مغلقة باستثناء بعض المغازات الكبرى والمخابز والمرافق الحيوية، مثل الصيدليات ومراكز الصحة الأساسية والمستشفيات والبنوك ومراكز البريد … هكذا بدت الأجواء وسط مدينة صفاقس، اليوم الاربعاء … ثالث أيام عيد الاضحى، الموافق لثاني ايام سريان الحجر الصحي الشامل بكافة معتمديات صفاقس الكبرى وهي صفاقس المدينة وصفاقس الغربية وصفاقس الجنوبية وساقية الزيت وساقية الدائر وطينة الذي اقره والي الجهة، انيس الوسلاتي، بعد التشاور مع اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث وتنظيم النجدة من 21 جويلية الجاري الى غاية يوم 25 من ذات الشهر تحسبا من انتشار فيروس “كورونا” المستجد.
الالتزام بقرار الحجر الصحي الشامل، ولئن خيم في الظاهر على أجواء مدينة صفاقس، غير أنه كان مناسبة للعديد لمواصلة تبادل التهاني بالعيد ، حيث أن بعض المواطنين الذين التقتهم عرضيا صحفية وكالة تونس افريقيا للانباء كانوا بصدد تبادل تهاني العيد ..وقد اعتبر هؤلاء “ان فترة الحجر الصحي الشامل التي تم اقرارها بصفاقس الكبرى بداية من ثاني ايام عيد الاضحى وعلى مدى خمسة ايام لا تشكل ضررا على الحياة الاقتصادية باعتبار ان الحركة الاقتصادية في صفاقس عادة ما تشهد ركودا لافتا بعد عيدي الفطر والاضحى يتواصل على مدى اسبوع تقريبا” فيما يرى البعض الآخر “ان فرض الحجر الصحي الشامل على صفاقس الكبرى لمدة خمسة ايام … قرار مرتجل ولا فائدة ترجى منه لكسر حلقة العدوى بالفيروس” معتبرين انه “كان من الأجدر اتخاذ هذا القرار قبل عيد الاضحى ولمدة اطول وتعميمه على كافة الجهة وعلى كافة القطاعات” وفق تقديرهم.
امتثال المواطنين في صفاقس لقرار الحجر الصحي الشامل في يومه الثاني، ، لئن كان يخفي في باطنه مشاعر الاسترخاء والراحة لدى العديد ممن اعترضتهم مراسلة /وات/ حيث قالوا في تصريحات متطابقة “هو عيد عيد”، “هذا الحجر الصحي جاء في الوقت المناسب بعد عيد الاضحى وما رافقه من تعب في العائلة”، غير انه جوبه بالتذمر والامتعاض في صفوف بعض المستجوبين سيما منهم اصحاب سيارات الاجرة “تاكسي” وعملة المقاهي والمطاعم، الذين ترددت على السنتهم عبارات من قبيل ” ضقنا ذرعا من قرارات الحجر الصحي الشامل المتتالية منذ بداية الجائحة”، “نحن من اكثر القطاعات المتضررة من جائحة كورونا .. دون تعويضات تذكر من الدولة”، “خمسة ايام من الحجر الصحي الشامل على صفاقس الكبرى … قرار سياسي بامتياز وليس وقائيا، غايته تعطيل خروج المواطنين للمشاركة في المسيرة الاحتجاجية المقررة يوم 25 جويلية القادم”، “الحل الأمثل للتصدي للفيروس هو الالتزام بالبروتوكول الصحي وتوفير اللقاحات ضد الفيروس.. أو فرض الحجر الصحي الشامل مع توفير تعويضات مادية للمواطنين مثل الدول الغنية”، “ما يبدو ظاهريا التزام بقرار الحجر الصحي الشامل هو في الواقع من باب ركون غالبية المواطنين الى الراحة بعد حركية غير مسبوقة شهدتها المدينة خلال فترة عيد الاضحى لا غير”
ولمعرفة حجم المخالفات المرتكبة من قبل المواطنين والمتعلقة بخرق قرار الحجر الصحي الشامل بصفاقس الكبرى في يومه الثاني، اتصلت مراسلة / وات/ بالجهات الامنية المعنية ولكن لم تتحصل على اي رد …
ويتمثل الحجر الصحي الشامل بمعتمديات صفاقس الكبرى خلال الفترة المحددة له، وفق ما جاء في ذات القرار، في مواصلة فرض تدابير حظر التجول من الساعة الثامنة مساء الى الساعة الخامسة صباحا من اليوم الموالي ومنع التنقل بمعتمديات صفاقس الكبرى باستثناء المعنيين بالتنقل في اطار التزود بالمواد الحيوية والغذائية والطبية والتزام كافة المواطنين المقيمين بتلك المعتمديات بعدم مغادرة منازلهم الا عند الضرورة ولقضاء الحاجيات المتاكدة ما عدا العاملين في القطاعات الحيوية وغلق جميع المحلات والفضاءات التجارية المفتوحة للعموم باستثناء محلات بيع المواد الغذائية والمعدات الطبية وغلق كافة الفضاءات الترفيهية والمنتزهات ومنع جميع التجمعات والحفلات العامة والخاصة وتعليق كافة التظاهرات سواء كانت علمية او رياضية او ثقافية وغيرها فضلا عن تعليع ارياد دور العبادة.
من ناحيته، اوضح المدير الجهوي للصحة بصفاقس، الدكتور جوهر المكني، في تصريح ل/وات/ ان قرار فرض الحجر الصحي الشامل بصفاقس الكبرى ياتي في اطار الاجراءات الوقائية للحد من انتشار فيروس كورونا بولاية صفاقس وذلك امام ما تم تسجيله مؤخرا من ارتفاع في عدد الاصابات بفيروس كورونا والذي فاق ال400 اصابة على 100 الف ساكن في عدد من معتمديات صفاقس الكبرى”