قال رئيس الجمهورية قيس سعيد، اليوم الأحد، إن “هناك من مازال يتربص بتونس وبالمواطنين ويتاجر ببؤسهم وفقرهم”، واعتبر أن محاولة أطراف، لم يذكرها، إعادة سيناريو موجات الهجرة غير النظامية التي وقعت سنة 2011 بعد سقوط نظام بن علي، نحو إيطاليا وأوروبا، يرمي إلى الإساءة إلى العلاقات التونسية الإيطالية والأوروبية، ملوحا باتخاذ الاجراءات اللازمة ضدهم “فورا” لوضع حد لهم.
وكان رئيس حركة النهضة ورئيس البرلمان راشد الغنوشي لمح، الجمعة في حوار مع صحيفة “كوريرا دالا سيرا” الإيطالية، إلى عودة الفوضى والإرهاب وموجات الهجرة غير النظامية إذا لم يعد الرئيس قيس سعيد عن قراراته التي اعتبرها “تراجعا عن الديمقراطية”، وذلك في إشارة إلى قرارات تجميد اختصاصات البرلمان ورفع الحصانة عن نوابه لمحاكمة المطلوبين منهم للعدالة وإعفاء رئيس الحكومة هشام المشيشي ومسؤولين كبار في الدولة.
وأضاف الغنوشي قوله إن “تونس والاتحاد الأوروبي وتحديدا إيطاليا في مركب واحد وإذا لم تستعيد تونس ديمقراطيتها بأسرع وقت ممكن فسوف ننزلق إلى الفوضى”، وأشار إلى إمكانية دفع المواطنين إلى مغادرة البلاد بأي شكل من الأشكال، قائلا “يمكن أن يحاول أكثر من 500 ألف تونسي الهجرة نحو السواحل الإيطالية في وقت قصير جدا”.
واعتبر الرئيس سعيد، في خطاب وجهه لوزير الداخلية الجديد خلال جولة قام بها بعد ظهر اليوم في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة، أن “الهدف من هذه الممارسات ليس وضع حد للبؤس والفقر بل ضرب الدولة وضرب المسار الجديد”، وفق تعبيره، مضيفا قوله “لقد نبهتهم وحذرتهم ولكنهم لم يستمعوا الى التحذير” والآن يجب يتم اتخاذ الاجراءات اللازمة” ضدهم.
وقال إن “الدولة ليست غنيمة بل هي لكل التونسيين .. وكل حقوق الفقراء والبؤساء يجب أن تعود إليهم .. ولا داعي للمتاجرة بآلامهم”.