أدانت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، بشدة كل الاعتداءات التي طالت، اليوم الاربعاء، عددا من الصحفيين من قبل قوات أمنية، وعبرت عن تضامنها التام معهم.
وعددت النقابة في بيان أصدرته مساء اليوم، الاعتداءات التي طالت 5 صحفيين وصحفيات، واعتبرتها “منعرجا خطيرا في علاقة الأمن بالصحافة”، مشددة على أن “تواصل الاعتداءات الأمنية هو انعكاس واضح لتواصل دولة البوليس وعدم القطع مع سياسات المنظومات السابقة، ومؤشرا على المخاطر التي تهدد حرية الاعلام من خلال ترهيب الصحفيين والتضييق على حرية العمل الصحفي”.
وأعلنت نقابة الصحفيين أنها “ستلاحق قضائيا كل المعتدين”، ودعت أيضا المكلف بتسيير وزارة الداخلية والتفقدية العامة للوزارة والنيابة العمومية لتحمل مسؤولياتهم في تتبع المعتدين “وإنهاء حالة الإفلات من العقاب”.
من جهة أخرى، ندّدت النقابة ب”عدم توفر الإرادة لدى وزارة الداخلية في التصدي لتجاوز منظوريها للقانون، وبعجز هياكل الدولة عن ممارسة دورها الأساسي في حماية المواطنين”، مؤكدة “استعدادها لخوض كل التحركات النضالية الضرورية للتصدي لمثل هذه الممارسات القمعية”.
ووفق نص البيان، أذن اليوم الأربعاء وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس 1، بإحالة أسامة الشوالي، الصحفي ببرنامج “الحقائق الأربع” الذي يبث على قناة “الحوار التونسي”، بحالة تقديم على أنظاره غدا صباحا بتهمة “الإيهام بجريمة”، على خلفية شكاية ضده، وهو بصدد القيام بعمل صحفي استقصائي.
وكانت قوات الأمن بالزي الرسمي قد اقتادت صباح اليوم الصحفي أسامة الشوالي والمصور الصحفي مكرم المفتاحي والمنسق حسام الفرشيشي إلى مركز الأمن بمنطقة سيدي البشير بتونس العاصمة بعد القبض عليهم في مقبرة “الجلاز” خلال عملهم على تحقيق استقصائي حول تجارة الجماجم البشرية. وقد تم احتجاز الفريق الصحفي لأكثر من 5 ساعات بمركز الأمن بسيدي البشير بالعاصمة.
وفي حادثة ثانية، قام عون أمن بالزي الرسمي بإيقاف فايزة العرفاوي، الصحفية بإذاعة “أي أف أم” خلال قيامها بروبرتاج مصور حول ارتفاع الأسعار بمنطقة المرسى بتونس. واقتادها إلى مركز الامن أين تم تحرير محضر ضدها في التصوير دون ترخيص.
وفي باردو، اعتدى أحد الإطارات الأمنية على ليليا الحسيني الصحفية بـ”الإذاعة الوطنية”، وعلى المحامي ياسين عزازة. وعند توثيق الصحفية لحادثة الاعتداء على المحامي، عمد المعتدي الى افتكاك هاتف الصحفية وتعنيفها، مما استوجب تنقلهما الى مستشفى شارل نيكول بالعاصمة، حيث قاما بالفحوصات الطبية وقدما شكاية لدى انظار وكيل الجمهورية، الذي أذن بفتح بحث تحقيقي لدى الفرقة المركزية للحرس الوطني ببن عروس.
ورصد آخر تقرير لوحدة الرصد بمركز السلامة المهنية التابع للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، قدم يوم 13 من الشهر الجاري، انخفاضا في نسق الاعتداءات على الصحفيين والمصورين الصحفيين في شهر أوت المنقضي مقارنة بشهر جويلية 2021، وسجلت وحدة الرصد في ملخصها التنفيذي لتقرير شهر أوت 2021 ، 15 اعتداء في شهر أوت 2021 من أصل 20 إشعارا واردا على الوحدة، مقابل 26 اعتداء من أصل 32 إشعارا بحالة وردت عليها في شهر جويلية المنقضي.
وقد طالت الاعتداءات 18 ضحية، توزعوا ما بين 16 صحفيا ومصورين صحفيين اثنين، وقد توزع الضحايا حسب الجنس إلى 11 نساء و7 رجال.
وينتمي الصحفيون الضحايا إلى 12 مؤسسة إعلامية من بينها 6 قنوات تلفزية و5 إذاعات وصحيفة مكتوبة وحيدة، وتتوزع هذه المؤسسات إلى 10 مؤسسات خاصة ومؤسستين عموميتين.