قال القيادي المستقيل من حركة النهضة التونسية عبد اللطيف المكي، اليوم الإثنين 4 أكتوبر 2021، إن الأفكار الرئيسية التي تأسست عليها حركة النهضة ما زالت صالحة للتطبيق، “لكن وعاء النهضة لم يعد أفضل مترجم لهذه القيم النبيلة”، واصفا الإجراءات الاستثنائية التي اتخذها الرئيس قيس سعيد بـ”الانقلاب”.
وأرجع المكي في مقابلة مع وكالة الأناضول التركية، استقالة 131 قياديا من النهضة إلى “أسباب متراكمة مرتبطة ببعضها البعض وتنبع من نفس الفلسفة في تسيير الحركة، وفي إنتاج سياساتها الوطنية لأن الخلاف الداخلي لا قيمة له إلا في علاقته بما تنتجه الحركة من سياسات وطنية وأدوار وطنية”.
وقال “بحكم الموقع الهام لحركة النهضة في التأثير بالوضع العام للبلاد، حاولنا مرارا وتكرارا تصويب هذا الدور، من خلال تصويب طرق اتخاذ السياسات، ولكن للأسف هناك إمعان في تقوية القبضة الفردية على قرارات الحركة، وضعف أداء المؤسسات”، معتبرا أن “العديد من القرارات التي اتخذها رئيس الحركة فرشت السجاد الأحمر للانقلاب”.
وأضاف المكي: “بعد 25 جويلية، كان من المفروض أن تتحمل هذه القيادة (التي يرأسها راشد الغنوشي) مسؤوليتها، وأن تتراجع إلى الخلف على الأقل، إن لم تتنح، لتسمح بقيادة جديدة للحركة متجردة للتصدي للانقلاب، وفي نفس الوقت، لإيجاد حلول للوضع المتأزم جدا بالبلاد”.
وقال المكي: “انقلاب 25 جويلية، وجّه ضربة قاصمة للمسيرة الديمقراطية في البلاد، وكان يجب تحمّل المسؤولية بالشجاعة الكافية (من القيادة) لكننا نرى العكس بالإصرار على عدم القيام بهذه الإجراءات، وإصرار على تأخير المؤتمر والتفكير في التمديد لرئيس الحركة، حتى وإن انعقد المؤتمر”.
كما أكّد عبد اللطيف المكي، أن رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي يرفض الاستقالة بعد 25 جويلية ويخطط للتمديد”، مضيفا: “نحن لا نرفض شخصا، بالتأكيد سيكون له دور في البلاد، لكن تلخيص الحركة فيه، وفي من والاه بطريقة عمياء لا يقبل”.
واستدرك: “لو كل القيادات كانت على قلب واحد، ورفضت الاستفراد بالقرار، وفكرت من منطلق المصلحة الوطنية، وحتى المصلحة الحركية، لما وصلنا الى هذا الوضع”.