تتفاوض شركة الخطوط التونسية، التي تهاوى رقم أعمالها إلى الثلث، بسبب جائحة كوفيد-19، مع البنوك المحلية بشأن جدولة ديونها المقدّرة بقيمة 2200 مليون دينار على مدى 12 سنة، بحسب ما أعلن عنه الرئيس المدير العام لشركة الطيرانن خالد الشلّين للصحافة الوطنية.
في الواقع فإنّ إنعاش نشاط الشركة، المتضرّرة بشدّة من الأزمة الصحيّة، التّي انعكست على صناعة النقل في العالم، غير متوقّع قبل سنة 2022 وذلك رغم رفع القيود الصحيّة وخروج تونس، المؤمل، من القائمة الحمراء للدول العالية المخاطر في ما يتعلّق بجائحة كوفيد-19، وفق ما أكّده ل(وات) المدير العام المساعد التجاري للخطوط التونسيّة كريم قدّيش.
وأوضح أنّه كان من المتوقع، مبدئيا، عودة انتعاشة النقل الجوّي هذه السنة، لكن هذه الانتعاشة توقفت تبعا لانتشار الجائحة واقرار المزيد من القيود الصحيّة في ظل ذلك.
وأضاف “تراجع رقم أعمال الخطوط التونسيّة إلى الثلث خلال سنة 2020، اذ تحوّل هذا الرقم من 1500 مليون دينار في 2019 إلى500 مليون دينار في 2021.كما شهدت الناقلة الوطنية تراجعا في عدد المسافرين على خطوطها بنسبة 70 بالمائة، ليصل عددهم إلى 1 مليون مسافر. وتشير التوقعات إلى تسجيل العدد ذاته من المسافرين لكامل سنة 2021”.
وتابع قائلا، “كان لهذا الوضع تداعياته على مالية الشركة، التّي بقيت أعباؤها المالية في حدود 400 مليون دينار خلال سنة 2021 مقابل حوالي 480 مليون دينار عادة.
في غضون ذلك، تعمل الخطوط التونسية، على تحسين شبكتها مع تعليق خطوط معينة وانعاش وتطهير وضعيتها المالية، لا سيما،بشكل يمكنها من تسديد ديونها المتخلدة في ذمتها لفائدة ديوان الطيران المدني والمطارات ومختلف المزوّدين، خاصّة، الشركة الوطنية لتوزيع النفط والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، بحسب ما تقدّم به المدير العام المساعد التجاري.
2022:توقّع تحقيق رقم أعمال بقيمة 800 مليون دينار
وكشف المتحدث ذاته، أن الشركة، التّي من المؤمل أن تنقل 1،8مليون مسافرا، تعمل على اعداد برنامج للتخفيف من الأعباء من خلال التقليص من عدد هياكلها في الخارج، لا سيما، تمثيلياتها في نيس وتولوز (فرنسا) وبلغارد (صربيا) وكوتونو (البنين) ولبنان بالإضافة إلى التخفيف من تمثيلياتها بفيينا (النمسا).
وتعوّل الخطوط التونسيّة، أيضا، الاحتفاظ، فقط، بالخطوط ذات المردودية. وتبعا لذلك فإنّ الرحلات الرابطة بين تونس ونانت (فرنسا) أو تلك الرابطة بين جربة وبروكسيل (بلجيكا) سيتم إلغاؤها.
ويندرج هذا البرنامج في إطار مخطط للانعاش بهدف تجنيب المؤسّسة وضعيّة “عدم القدرة على دفع المستحقات”. وتواصل الشركة، أيضا، وفي إطار مخططها لتحقيق الانتعاشة، إعادة النظر في عمليّة التصرف في الاسطول مع التوجّه نحو كراء طائرات دون طاقم والتفويت وإعادة كراء ذات الطائرات لمدّة طويلة.
وستعتمد الخطوط التونسيّة هذا النمط من التصرّف، المعتمد من قبل شركات كبرى على غرار الخطوط الإماراتية، بالنسبة للطائرات 5 “آرباص أ 320 نيو”، التّي ستتسلم تونس أوّل طائرة منها في ديسمبر 2021 و3 طائرات أخرى في 2022 والطائرة الخامسة في 2024.
مع وصول هذه الطائرات وبرمجة خروج 11 طائرة أخرى يمكن للناقلة الوطنية تشبيب أسطولها، الذّي يتحوّل معدل عمره، تبعا لذلك من 18 سنة إلى 10 سنوات، بحسب كريم قدّيش.
وأعرب المسؤول عن تقديره للتحسّن المسجّل في مجال الالتزام بالمواعيد للرحلات موضّحا ل(وات) أن تأخر الرحلات، حاليا يتراوح بين 20 و25 دقيقة.