اعتبر الأستاذ الجامعي المختص في علوم الإعلام والاتصال الصادق الحمامي، أن كلمة رئيسة الحكومة نجلاء بودن خلال موكب أداء الحكومة الجديدة اليمين أمس الاثنين بقصر قرطاج، كانت مقتضبة وتضّمنت توجّهات عامّة دون وجود برنامج حكومي مفصّل، بما قد يعني أنّ الحالة الاستثنائية ستكون مطوّلة، وهو ما لا يريد رئيس الدولة قيس سعيّد تأكيده.
ولاحظ الحمامي في تصريح ل (وات) اليوم الثلاثاء، بخصوص قراءته لموكب أداء اليمين، أنّ رئيس الدولة أراد أن تظهر نجلاء بودن على أنها “الفاعل الذّي لا ينافس الرّئيس سياسيّا”، وهو ما يعدّ تطبيقا لروح الأمر الرّئاسي عدد 117.
وأضاف في السياق ذاته، أن موكب أداء اليمين اتسم بهيمنة رئيس الدولة على المشهد بشكل واضح، من أجل إيصال رسالة تفيد بأنّ السّلطة بيده، باعتبار أن الحكومات السابقة “كانت تتلاعب بها قوى خفيّة تدير السلطة من وراء الستار”.
وقال الحمّامي إنّ رئيس الجمهوريّة تعمّد أن يظهر المشهد العام لموكب أداء اليمين بذلك الشكل، نظرا إلى أنه يشتغل على مطلب نفسي عند النّاس وهو عودة النّظام والقطع مع الفوضى في المشهد السّياسي، وفق تقديره.
كما رجح أن رئيس الدولة يتعمّد عدم الإفصاح عن استراتيجيّة عمله لعديد الأسباب، من بينها سبب “أخلاقي تكتيكي” باعتباره لا يريد أن يسقط في فخّ الوعود، ويكون بذلك مثل السياسيين التقليديين الذّين يعدون ولا ينفّذون وسئم منهم المواطنون، مبينا أن سعيّد يريد القطع مع مشهد سياسي تعمّه الفوضى، والتركيز على فكرة ان السياسة هي إدارة الشأن العام.
يذكر أنّ رئيسة الحكومة نجلاء بودن، أعلنت صباح أمس الإثنين خلال موكب أنتظم بقصر قرطاج، عن تركيبة حكومتها التي كُلفت بتشكيلها منذ 29 سبتمبر 2021 من قبل رئيس الجمهورية، والتي ضمت 24 وزيرا وكاتبة دولة، من بينهم 9 نساء، أدّوا جميعهم اليمين الدستورية أمام الرئيس.