نفذ عدد من الصحفيين والصحفيين المصورين صباح اليوم الخميس، وقفة احتجاجية أمام مقر النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين بالعاصمة، نددوا فيها بالخصوص بتصاعد وتيرة الاعتداءات على الصحفيين، وجددوا تمسكهم بحقهم في العمل في كنف الحياد والمهنية وضوابط العمل الصحفي.
وتأتي هذه الوقفة استجابة لدعوة نقابة الصحفيين للتحرك أمام حملة التحريض والتجييش ضد الصحفيين وتكرر الاعتداءات عليهم، وآخرها الاعتداء الخطير على فريقي التلفزة الوطنية وعدد من الصحفيين والمصورين الصحفيين يوم الأحد الماضي أثناء مسيرة مناهضة للاجراءات الاستثنائية لرئيس الجمهورية قيس سعيد.
وقالت نائبة رئيس نقابة الصحفيين اميرة محمد في تصريح لوكالة تونس افريقيا للانباء، أن تصاعد وتيرة الاعتداءات على الصحفيين في الفترة الأخيرة وخطورتها، يذكر بالعودة إلى مربع العنف المسلط على الصحفيين في السنوات الأولى بعد 2011، زمن حكم الترويكا.
وارجعت تفاقم هذه الاعتداءات التي قالت إنها “تحيل إلى مشاهد السحل في الشوراع والساحات العامة على غرار ما حدث للفقيد لطفي نقض”، إلى “التجييش وشيطنة العمل الصحفي رغبة من بعض الجهات في توظيف الاعلام لخدمتها وجعله بوق دعاية لصالحها”.
وجددت أميرة محمد دعوة النيابة العمومية للتحرك من تلقاء نفسها في جرائم الاعتداء على الصحفيين، وبنفس السرعة التي تتفاعل بها مع الأخطاء التي يرتكبها بعض الصحفيين.
وأشارت في هذا السياق، إلى ان نقابة الصحفيين ستقوم بطلب التساخير القضائية اللازمة للاطلاع على الفيديوهات التي وثقت الاعتداء الأخير على صحفيي التلفزة الوطنية لتحديد المعتدين وتتبعهم ومحاسبتهم قضائيا، داعية السلطة القضائية للتعجيل في البت في قضايا الاعتداءات على الصحفيين وعدم التشريع للافلات من العقاب.
ومن جهته، قال رئيس نقابة الصحفيين محمد ياسين الجلاصي خلال الوقفة، ان هذا التحرك الاحتجاجي جاء “للتعبير عن الغضب والرفض للاعتداءات الوحشية والهمجية التي يتعرض لها الصحفيون اثناء قيامهم بمهامهم، من قبل جهات لا تؤمن بحرية العمل الصحفي”.
واكد الجلاصي على اهمية التضامن بين الصحفيين وهياكلهم المهنية للتصدي لهذه الممارسات من منطلق الايمان بضرورة القيام بالواجب المهني في كنف الحياد والاستقلالية، والتصدي لكل ما من شأنه أن يمس من حرية العمل الصحفي.
وذكر بدعوة النقابة عموم الصحفيين الى الانسحاب من اي حدث يتم خلاله الاعتداء على الصحفيين، وعدم استدعاء اي طرف اوجهة صدر عنها الاعتداء في البرامج والحورات الصحفية.
ولاحظ الكاتب العام للجامعة العامة للاعلام التابعة لاتحاد الشغل محمد السعيدي، أن “الجهات التي اعتدت على الفريق الصحفي للتلفزة الوطنية وعدد من الصحفيين والمصورين الصحفيين يوم 10 اكتوبر، عرفت بعدائها للعمل الصحفي ولحرية التعبير، ولا تقبل بالعمل الصحفي في اطار المهنية
وضوابطها” .
وشدد على ضرورة التنسيق المتواصل بين هياكل المهنة ومنظوريهم للتصدي لهذه الهجمات الشرسة على حرية العمل الصحفي والتهديدات الخطيرة لحياة العاملين في القطاع.
من جهته، بين عضو منظمة مراسلون بلا حدود مكتب شمال افريقيا سمير بوعزيز في تصريح ل(وات)، ان التضامن بين الصحفيين امام تكرر الاعتداءات التي تطالهم اثناء عملهم، يعد شرطا اساسيا للتصدي لهذه الاعتداءات.
وحمل بوعزيز مسؤولية التضييقات على العمل الصحفي، إلى الدولة بدرجة اولى والتي قال انها “المسؤول الرئيسي عن حماية الصحفيين من خلال وضع سياسات واضحة المعالم وتشريعات نافذة في المجال”.
يذكر ان عددا من ممثلي فروع نقابة الصحفيين نفذوا اليوم وقفات احتجاجية بجهاتهم تنديدا بالاعتداءات وحملات التحريض والتجييش التي يتعرض لها الصحفيون اثناء ادائهم
لعملهم .