خلصت نتائج تحاليل واختبارات المقارنة على 15 علامة تجارية “لمشروب بعصير”، الى أنها تحتوي على كميات كبيرة من السكر، على شكل “ساكروز” و”جلوكوز” و”فركتوز”.
ويبلغ متوسط تناول هذه المواد بالنسبة المائوية، إذا اعتبرنا أنّ الطفل يستهلك 20 صنتيلتر/يوم، 24 غرامًا من السكر، وهو ما يمثل حوالي 50 بالمائة من الحد الأقصى لاستهلاك السكر في اليوم الواحد المنصوص عليه من قبل منظمة الصحة العالمية
ويتجلى من خلال نتائج التحاليل الخاصة بـ”مجموع السكريات”، حصول 13 علامة من مجموع 15 على ملاحظة “ضعيف”، وقد احتوت إحدى العلامات على أعلى نسبة تعادل 27 قطعة من السكر في لتر من مشروب العصير.
وتؤكد النتائج التي توصل اليها المعهد الوطني للاستهلاك، ضرورة التقليص من استهلاك هذه المشروبات والتركيز أكثر على معلبات المياه منها على معلبات العصير والمشروبات الغازية في جميع المطاعم والمقاهي ونقاط البيع المختلفة، بالإضافة إلى التشجيع على استهلاك الغلال عوض عن العصائر بصفة عامة.
وأكدت مديرة البحوث والتحاليل المقارنة بالمعهد الوطني للاستهلاك، دارين دقي، في لقاء مع “وات”، بمناسبة صدور نتائج التحاليل الخاصة بمشروب بعصير، ان يتناول الانسان الماء في حالة الاحساس بالعطش، باعتباره أفضل صحيا من احتساء المشروبات بجميع أنواع وأصنافها.
وأبرزت أهمية تناول الغلال وتفضيلها على العصائر لتفادي المكملات الغذائية التي قد تحتوي عليها.
ويتبين من خلال نتائج تحاليل واختبارات المقارنة، وهي رقم 11 من نوعها التي يجريها المعهد على منتوجات، وشملت هذه المرة “المشروب بعصير”، وفق المتحدثة، النقص الفادح في قراءة التأشير داعية إلى تحسيس وتوعية المستهلكين بأهمية قراءة التأشير قبل عملية الشراء وخاصة اسم المنتوج وقائمة المكونات والتأشير الغذائي والمعلومات الغذائية المغلوطة.
وافضت التوصيات التي خرجت بها نتائح تحاليل واختبارات المقارنة لهذا المنتوج وفق دقي، الى ضرورة التنسيق مع الجهات المتدخلة لمنع وضع موزعات المشروبات المحلاة بالسكر بالمؤسسات التربوية وفي أماكن بعينها كإجراء وقائي للحد من استهلاكها بصفة مفرطة.
كما بينت أهمية اتخاذ إجراءات احترازية للحد من التحفيز على استهلاك هذه المنتجات من خلال تقييد عمليات الإعلان والإشهار بضرورة إعلام المستهلك بالمضار المحتملة.
وحثّت على اتخاذ التدابير الترتيبية اللازمة من أجل تسهيل عملية التمييز بين مختلف أنواع المشروبات (عصير، نكتار، مشروب بعصير) في الفضاءات التجارية لتفادي المغالطات التجارية.
وعن مبررات اختيار الاشتغال على منتوج “المشروب بعصير” أوضحت المسؤولة بالمعهد الوطني للاستهلاك، أن ذلك يعود أساسا لاعتبارات استهلاكية وغذائية وصحية، ذلك أن هذا المنتوج يعتبر من ضمن المنتجات الغذائية الأكثر استهلاكا من قبل لأطفال وخاصة مع تغير الأنماط الاستهلاكية الغذائية، والتي تتسبب في مشاكل صحية على غرار الزيادة في الوزن والسمنة والأمراض السارية ذات الصلة.
كما أن أنواع وأصناف هذا المنتوج متوفر في السوق بصفة قد تؤدي إلى مغالطة المستهلك، الذي قد يجد غموضا في كيفية اختيار والتفريق بين هذه المنتجات التي تتضمن عبواتها صور الفاكهة برغم الفرق بين العصير والنكتار ومشروب بعصير بشكل رئيسي.
وقد شمل الاختبار 15 علامة تجارية منها علامتان موردتان، وتركزت عملية التقييم على جملة من الخاصيات أهمها مجموع السكريات، 60 بالمائة، والمواد الحافظة، 15 بالمائة، والحموضة، 15 بالمائة، والتأشير، 10 بالمائة، إلى جانب البحث، أيضا، عن المواد الثقيلة.
وقد أفرزت عملية الاختبارات وتحاليل المقارنة فيما يتعلق بتحليل الملوثات الزرنيخ، عدم تجاوز العينات الحد الذي يمكن من تحديد كميتها في المنتج.
وبالنسبة لتحليل المواد الحافظة، وهي من الإضافات الغذائية المسوح استعمالها في المشروب بعصير فقد تراوحت الملاحظات بين ”حسن جدا” و”غير كافي”، حيث تحصلت 12 علامة على ملاحظة “حسن جدا”، وعلامتان على ملاحظة “مقبول”، في حين تحصلت علامة واحدة على ملاحظة “غير كافي”.
أما بخصوص تحاليل الحموضة، فقد تراوحت الملاحظات عند التقييم بين “حسن” و”ضعيف”، حيث تحصلت 5 علامات على ملاحظة “حسن”، و 4 علامات على ملاحظة “مقبول”، و مثلها اي 4 علامات على ملاحظة “غير كافي”، فيما تحصلت علامتان على ملاحظة “ضعيف”.
وتراوحت الملاحظات في ما يهم التأشير، بين “حسن جدا” و”ضعيف”، فيما سجلت علامة غياب نسبة الغلال في التأشير، و4 علامات لم تنص على التأشير الغذائي، و11 علامة لم تأشر على عل ظروف التخزين بعد الفتح، و7 علامات لم تأشر على طريقة الاستعمال، مثال عبارة: “خض قبل الفتح”….
وخلصت المسؤولة الى التأكيد على أهمية تثمين نتائج الدراسة المذكورة وأثرها على المستهلكين لمزيد ترسيخ ثقافة استهلاكية واقتناء المنتوجات عن دراية ووعي.
ويمكن الاطلاع على نتائج التحاليل واختبارات المقارنة الخاصة بمشروع العصير على موقع المعهد الوطني للاستهلاك على شبكة الانترنات.