تحولت رئيسة الحكومة، نجلاء بودن رمضان، ظهر الأحد، إلى المملكة العربية السعودية في أوّل زيارة رسمية لها خارج ارض الوطن، للمشاركة في “مبادرة قمة الشرق الأوسط الأخضر” التي تحتضنها مدينة الرياض يومي 25 و26 أكتوبر 2021، بحضور العديد من رؤساء دول العالم والحكومات.
ويرافق بودن، في هذه الزيارة الأولى بعد مباشرة مهامها يوم 12 أكتوبر 2021، كل من وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، عثمان الجرندي، ووزيرة البيئة ليلى الشّيخاوي. علما وان رئاسة الحكومة لم تنشر بلاغا للإعلان عن زيارة رئيسة الحكومة كما لم تتمكن “وات” من الحصول على معلومات بشأنها.
ويحضر قمّة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر قادة بارزون من المنطقة والعالم بهدف تعزيز التعاون وتوحيد الجهود نحو تنفيذ الالتزامات البيئية المشتركة. وانطلاقاً من الالتزامات البيئية الواردة في “مبادرة السعودية الخضراء”، ستتعاون المملكة العربية السعودية مع الدول المجاورة لمواجهة تحديات التغير المناخي خارج حدودها أيضاً، وفق ما ورد على موقع مبادرة السعودية الخضراء.
وتناقش قمة “مبادرة الشرق الأوسط الأخضر” على مدى يومين تحديات التحول في الطاقة وتحقيق التوازن وكذلك الصناعات كثيفة الكربون والفرص الاستثمارية الجديدة في الاقتصاد الأخضر.
ويأتي تنظيم هذه الفعالية في إطار السعي إلى إحداث تأثير عالمي ودائم في مواجهة ظاهرة التغير المناخي وحماية الأرض والطبيعة والإسهام بشكل قوي وفاعل في تحقيق المستهدفات العالمية بما يدفع عجلة الأزمات المرتبطة بالمناخ بشكل منسق إقليميا ودوليا.
ويهدف هذا اللقاء الدولي البيئي، إلى تشكيل أول تحالف لمكافحة التغير المناخي في الشرق الأوسط وتوفير منصة تجمع بين المعرفة ورأس المال من خلال تعزيز الاستثمار ونقل المعرفة لمواجهة التحديات المشتركة ووضع أسس دبلوماسية المناخ عبر تعزيز الإدارة السياسية اللازمة لإحداث تغيير جذري، وفق المصدر ذاته.
وتسعى المبادرة الى توحيد الجهود والعمل المشترك لتمكين بلدان منطقة الشرق الأوسط من عكس مسار التغير المناخي، باعتبار ان تداعياته باتت تؤثر على جودة الحياة والفرص بالمنطقة، ولا سيما ارتفاع درجات الحرارة.
وسيتجسم ذلك من خلال توسيع نطاق الالتزامات المناخية لدول المنطقة والمضي قدما لتحقيق أهدافها المناخية لحماية كوكب الأرض وضمان مستقبل مشرق للأجيال القادمة
وتستهدف مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، وفق ما رسمه أصحابها، خاصة زراعة 50 مليار شجرة في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط منها 10 مليارات شجرة داخل المملكة العربية السعودية واستصلاح 200 مليون هكتار من الااض المتدهورة عن طريق التشجير مما يساهم في الانبعاثات الكربونية في العالم بنسبة 5ر2 بالمائة والمساهمة في خفض الانبعاثات الكربونية الناجمة عن إنتاج النفط والغاز في المنطقة لأكثر من 60 بالمائة.
وتستند الأهداف البيئية الإستراتيجية لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر على ثلاثة ركائز هي المعرف والإشراف البيئي والحلول المستقبلية المبتكرة لقضايا المناخ، وفق موقع مبادرة السعودية الخضراء.
يشار الى ان البنك الدولي وضع خطة عمل جديدة بشأن تغير المناخ للفترة 2021 – 2025، لتوجيه تدخلاته سواء على مستوى التخفيف من التأثيرات او التكيف معها مع الاستجابة للحاجيات العاجلة في مجال التنمية، معتبرا انه يتوجب، اليوم واكثر من أي وقت مضى التركيز على الانتقال الى الاقتصاد الأخضر.
وتحدد هذه الخطة مساهمة البنك الدولي في إرساء تحالف دولي لتكثف التحركات والتدخلات المناخية في البلدان المستفيدة ومع القطاع الخاص علاوة على معاضدة جهود البلدان في مكافحة فيروس كورونا بهدف الدفع في اتجاه تحقيق مستقبل اخضر مدمج وقادر على مجابهة الأزمات.
وأكدت مجموعة البنك الدولي ان مخاطر عدم التحرك لمكافحة التغيرات المناخية مرتفعة، وهو ما يتطلب سرعة التدخل والمرونة والقدرة على التفاعل السريع والتعديل في الخطط، معتبرة ان الجهود المبذولة هي وحدها الكفيلة بضمان مستقبل أكثر ازدهارا وانفتاحا للجميع.
يذكر ان المملكة العربية السعودية، صاحبة مبادرة قمة الشرق الأوسط الأخضر، تعد من أولى البلدان التي أعلنت دعمها لتونس ورحبت بتشكيل الحكومة الجديدة معربة عن املها في ان تحقق تطلعات الشعب التونسي.
وكانت المملكة العربية السعودية عبرت، بعد التدابير الاستثنائية التي أعلن عنها رئيس الجمهورية قيس سعيد يوم 25 جويلية 2021، عن مساندتها لكل ما يدعم امن واستقرار الشعب التونسي داعية المجتمع الدولي الى الوقوف الى جانب تونس لمواجهة تحدياتها الصحية والاقتصادية .