أقدم، اليوم الإثنين، عدد من أصحاب الشهائد العليا العاطلين عن العمل منذ أكثر من 10 سنوات في ولاية القصرين من المنخرطين في التنسيقية الجهوية “الإنتداب حقي”، على إحراق العجلات المطاطية بالطريق الرئيسية أمام مقر الولاية ما عطل حركة المرور، كما هدد أحدهم بالانتحار، وذلك إحتجاجا على سياسة اللامبالاة والتسويف تجاه مطلبهم الشرعي المتمثل في تفعيل القانون عدد 38 لسنة 2020 الخاص بأصحاب الشهائد العليا العاطلين عن العمل لما يزيد عن 10 سنوات.
وعبّر المحتجون، في تصريحات متطابقة لصحفية (وات) بالجهة، عن إستعدادهم التام لخوض مختلف الأشكال النضالية التصعيدية في سبيل تحقيق مطلبهم الشرعي، قائلين، في هذا الإطار، بأنهم خسروا شبابهم وأفنوا أعمارهم لتحقيق حلمهم في الشغل غير أن آمالهم تبخرت وأحلامهم دفنت، وفق تعبيرهم.
ووجّه المحتجون بالمناسبة نداء الى رئيس الجمهورية، قيس سعيد، لإنصافهم وإدراج ملفهم ضمن أولويات حكومته، و تمكينهم في أقرب الآجال من حقهم في التشغيل المكفول بالدستور بكل مواده وآوامره.
و قال شكري جابلي عن تنسيقية ” الانتداب حقي” بالقصرين، والمتخرج منذ سنة 2010 ، في تصريح لـ(وات)، “إنه لم يطلب شيئا من الدولة سوى تفعيل قانون إنتدابه الذي ختمه رئيس الدولة يوم 13 أوت 2020، حتى يتمكن من تحقيق ما تبقى من أحلامه ويحفظ كرامته بعد سنوات من البطالة عانى فيها الأمرين”.
ومن جهته، طالب زياد خليفي عن التنسيقية الجهوية “الانتداب حقي”، المتخرج منذ سنة 2004 من المعهد العالي للتصرف بسوسة، في تصريح لـ(وات)، بانتداب الفئة الحقيقية العاطلة عن العمل التي تناضل وتكافح وتتألم ولم تجد حقها لا بالواسطة ولا بالمحسوبية، وفق تعبيره.
وأكد من جانبه، شوقي بن محمد نوني، العاطل عن العمل منذ ما يزيد عن 10 سنوات، أن أصحاب الشهائد العليا العاطلين عن العمل ملوا الوعود الزائفة ونفذ صبرهم وطاقة تحملهم، مبرزا أن الشغورات كثيرة والشغل متوفر، إلا أن القانون لم يفعل مقابل تفعيل عديد الاتفاقيات الأخرى وإغراق الوظيفة العمومية بانتدابات غير شرعية بشهادات مدلّسة حرمتهم من حقهم في العمل لسنوات طويلة وجنت على مستقبلهم.
وشدّد المتحدث ذاته بأن خرجي التعليم العالي المشمولين بالقانون عدد 38 لسنة 2020 لن يصمتوا ولن يهدأ لهم بال حتى يحققوا مرادهم فلا شي لديهم ليخسروه، ولا شي يهمهم غير موطن شغل قار يحميهم من شبح البطالة الذي فتك بأحلامهم وزرع فيهم اليأس والإحباط، وفق تعبيره.
يذكر أن ما يناهز 150 عاطلا عن العمل منذ أكثر من 10 سنوات، توجهوا مؤخرا نحو الحدود التونسية الجزائرية مشيا على الأقدام وذلك لـ”طلب اللجوء بعد فقدانهم الأمل وتحوّل حلمهم في الانتداب إلى كابوس”، غير أنهم وبعد المفاوضات مع المصالح المعنية بولاية القصرين وتلقّيهم وعود بضبط موعد لهم مع السطلة المركزية في غضون 15 يوما، عادوا إلى جهتهم وقرروا اليوم الانتفاض من جديد بعد عم الإيفاء بالوعود المقطوعة لهم، وفق ما ذكره أحد المحتجين ل(وات).
يشار إلى أن ولاية القصرين، تضم حوالي 6 آلاف من حاملي الشهادات العليا والعاطلين عن العمل، مرسمين بمكتب التشغيل من جملة 8 آلاف عاطل عن العمل من مستويات تعليمية مختلفة.