تعمل وزارة التربية على اتمام ضبط خطة عمل لإيجاد الحلول الكفيلة بالنهوض بالشأن التربوي في أقرب الآجال، وفق ما أكدته ، اليوم الثلاثاء، المكلفة بمهمة بديوان وزارة التربية وجدان بن عياد.
وقالت بن عياد، في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء، أن الوزارة قرّرت، على خلفية حادثة اعتداء تلميذ أمس الاثنين، على أستاذه بسكين وساطور بمعهد ابن رشيق بالزهراء ما استوجب خضوعه لسبع عمليات جراحية، التجنّد من أجل التسريع في عملية الإصلاح التربوي واتمام مرحلة وضع خطة عمل له في أقرب الآجال.
وترتكز خطة عمل الوزارة في هذا السياق على العديد من الاجراءات التي سيتم قريبا الشروع بتنفيذها ومن أهمها الحرص على بعث مكاتب اصغاء بكافة المؤسسات التربوية دون استثناء والعمل على تنقيح عدد من التشريعات في اتجاه ضمان حماية المتعاملين مع الشأن التربوي، بما في ذلك المربين والتلاميذ، من جميع أشكال العنف التي تسلط عليهم داخل المؤسسات التربوية.
ومن جهة أخرى أكدت بن عياد أن وزارة التربية كلفت منذ أمس وفدا لمتابعة جميع تطورات الحادثة السالف ذكرها وتقديم الاحاطة اللازمة للأستاذ الضحية ومن بينها توفير سيارة لنقل زوجته التي تقطن بنابل، ذهابا وإيابا، يوميا لزيارة زوجها بالمستشفى العسكري بتونس.
وبينت ان وزارة التربية قامت بإحداث خلية أزمة صلبها لمتابعة جميع تبعات الحادثة بالمؤسسات التربوية، بالتنسيق مع المندوبيات الجهوية للتربية، وذلك لضمان السير العادي للدروس بها.
وأشارت إلى أن الوزارة أرسلت مذكرات لجميع المؤسسات التربوية الابتدائية والإعدادية والثانوية لتنظيم حصص توعوية بمناهضة العنف داخل المؤسسات التربوية يؤمنها المربون، غدا الأربعاء، وذلك مباشرة بعد تحية العلم.
وشددت على أن مناهضة العنف ليست وحدها مسؤولية وزارة التربية بل إنها مسؤولية مشتركة وجب على جميع الأطراف المنخرطة فيها بذل مزيد من الجهود لمناهضتها.
وقد نفّذت اليوم الثلاثاء، الجامعة العامة للتعليم الثانوي، إضرابا احتجاجيا حضوريا بكافّة المؤسسات التربوية كامل، على خلفية ما تعرض له أستاذ التاريخ والجغرافيا “الصحبي بن سلامة” بمعهد ابن رشيق بالزهراء ببن عروس من “اعتداء وحشي غير مسبوق” بواسطة “ساطور” وسكين داخل الحرم المدرسي، ما استدعى اقامته باحدى المصحات ومن ثم نقله الى المستشفى العسكري حيث خضع لسبع عمليات جراحية.
وأفادت الجامعة في بيان لها، مساء أمس الاثنين، أنها ستتخذ ما يجب من قرارات نضالية تصعيدية لاحقا، محملة وزارة التربية مسؤولية ما يحدث وتبعات ما سينجر عنه من تداعيات، منددة بـ”تراخيها المتعمد” في التصدي إلى هذه الاعتداءات وسلبيتها في التعاطي معها.
كما دعت الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ، اليوم، وزارة التربية إلى “إرساء إستراتيجية فعلية لمقاومة العنف المدرسي بمختلف مظاهره من خلال مقاربة عملية وميدانية متواصلة في الزمان والمكان” معبرة عن استيائها الشديد من هذه الحادثة الشنيعة ورفضها القطعي لكل مظاهر العنف مهما كانت أسبابه والمتسبب فيه”. ودعت إلى “إنفاذ أقصى ما ينص عليه القانون في مثل هذه الحالات”.
وكانت وزارة التربية، قد ندّدت في بيان لها، عشية الاثنين، بحادثة “الاعتداء الشّنيع” و”الخطيرة ” التي تعرض لها الأستاذ الصحبي بن سلامة، التي خلّفت حالة واسعة من الإستياء في الأوساط التربوية كافة، معبّرة عن مطلق تضامنها مع المربّي ضحيّة الاعتداء وكلّ منتسبي الأسرة التربوية مؤكدة أنها تعمل بكلّ الوسائل القانونية لضمان حقوق الأستاذ الضحيّة، المعنويّة والمادّية.