سيكون المنتخب الوطني التونسي لكرة القدم امام حتمية تحقيق الانتصار بمناسبة مباراة الجولة الاخيرة من منافسات المجموعة الثانية لتصفيات المونديال, ضد نظيره الزامبي بملعب حمادي العقربي برادس, وذلك من اجل ضمان المرور الى الدور الحاسم للمرحلة النهائية والمراهنة على احدى بطاقات قارة افريقيا المؤهلة الى كاس العالم 2022 المرتقب بقطر خلال شهري نوفمبر وديسمبر من العام القادم.
ووضع المنتخب التونسي نفسه في موقف حرج جدا بعد عثراته الاخيرة ضمن منافسات المجموعة الثانية, فبعد التعادل في نواق الشط امام المنتخب الموريتاني، انقاد ابناء المدرب المنذر الكبير يوم السبت المنقضي الى الهزيمة امام منتخب غينيا الاستوائية في مالابو مما جعل هذا الاخير يجبره على اقتسام صدارة المجموعة ب10 نقاط.
وبعد ان كان الجميع يؤهل المنتخب التونسي للمرور بسهولة الى الدور الحاسم لتصفيات المونديال، اضحى زملاء علي معلول امام وضعية حساسة تملي عليهم الفوز على المنتخب الزامبي من اجل ضمان التاهل, حيث ان اي نتيجة غير الفوز قد تضع المنتخب التونسي في وضعية خطيرة وحسابات معقدة جدا قد تهدد حلمه بالتاهل الى اللقاء الحاسم.
ولاشك ان الاداء المتواضع الذي قدمه زملاء المخضرم الفرجاني ساسي في لقاء مالابو، سيضاعف الضغط على اللاعبين من اجل رد الفعل وتقديم اداء غزير لتحقيق الفوز ومحو خيبة الخسارة الاخيرة والنظر الى اللقاء الحاسم بعيون التفاؤل رغم ان نسبة تطور المردود الجماعي للمنتخب التونسي تلوح متواضعة جدا من مباراة الى اخرى وهو ما يجعل المدرب الوطني المنذر الكبير على صفيح ساخن في ظل موجة الانتقادات التي لايزال يتعرض لها منذ مدة.
وسيكون المنتخب التونسي الذي يبحث عن مشاركته السادسة لكاس العالم والثانية على التوالي بعد مونديال روسيا 2018, مطالبا باعتماد طريقة هجومية محضة من اجل الوصول مرمى المنتخب الزامبي الذي فقد حظوظه في التاهل الى الدور الحاسم, ومع ذلك سياتي الى تونس بعقلية اللعب من اجل الدفاع عن الوانه بغض النظر عن مسالة التاهل.
وامام هذا التحدي الهام والوضعية الصعبة والحساسة تكمن اهمية لقاء الغد ضد زامبيا في العامل الذهني بالاساس حيث ان عناصر المنتخب مدعوة الى التحلي بالتركيز التام طيلة ردهات اللقاء وتحويل الضغط السلبي الذي تمثله هذه المباراة الى ضغط ايجابي يزيد في درجة حماس اللاعبين وتغذية ارادتهم لتحقيق الانتصار .
ولاشك ان العمل الذهني الكبير الذي تتطلبه مباراة زامبيا سيكون مقرونا بعمل فني وتكتيكي وهنا تكمن مسؤولية المدرب المنذر الكبير المطالب باختيار افضل العناصر مع الطريقة المثلى من اجل الاطاحة بمنتخب زامبيا وهز شباكه. ويامل الجمهور الرياضي التونسي ان تحمل مبارة الغد معها بعض التفاؤل عن واقع المنتخب التونسي وخاصة مستقبله, لان قادم الرهانات سواء المباراة الفاصلة او غيرها من المواعيد المرتقبة ستكون اصعب بكثير.
وسيبحث الاطار الفني للمنتخب التونسي عن افضل العناصر جاهزية بدنيا وفنيا لمواجهة زامبيا, وهنا تلوح نسبة التغييرات بسيطة حيث من المنتظر ان يعول الكبير على ذات النواة الاساسية للتشكيلة التي واجهت غينيا الاستوائية مع تغييرات طفيفة من اجل منح الخط الهجومي حيوية اكثر. وقد يلعب المدرب الوطني ورقتي الخاوي والشعلالي مع تعديل تركيبة وسط الميدان الهجومي حتى تكون اكثر توازنا ونجاعة.
ومهما يكن من شان التشكيلة الاساسية والاختيارات الفنية، فان لقاء الغد يتسم بنكهة خاصة تجعل الكلمة العليا للاعبين المطالبين بالمثابرة والتحلي بروح المغالبة من اجل فرض سيطرة ميدانية على المنتخب الزامبي وتحقيق الفوز الذي سيضع المنتخب التونسي مع زمرة المنتخبات الافريقية المتاهلة الى الدور الحاسم لنهائيات كاس العالم قطر 2022 بقطر.
يذكر ان الكنفدرالية الافريقية لكرة القدم تولت تعيين طاقم تحكيم بورندي لادارة مباراة المنتخب التونسي ونظيره الزامبي المقررة غدا الثلاثاء بملعب حمادي العقربي برادس على الساعة الثامنة ليلا لحساب الجولة السادسة والأخيرة من منافسات المجموعة الثانية ضمن الدور الثاني لتصفيات قارة إفريقيا المؤهلة للمونديال.
ويتألف الطاقم من الحكم باسيفيك ندابيهاوينيمانا والمساعدين ايميري نيونغابو وباسكال نديميزيغو في حين سيكون لويس حاكيزيمانا حكما احتياطيا.