بالتوازي مع تواصل أزمة النفايات في ولاية صفاقس، واستمرار وضعية تكدس الفضلات في كل مكان بسبب غلق المصب الجهوي بـ”القنة” من معتمدية عقارب، انتظمت، صباح اليوم الاثنين، بمدينة المحرس، مسيرة سلمية تحت شعار “المحرس ماهيش مصب، نحب نتنفس نحب نعيش”، عبّر فيها المظاهرون عن رفضهم القطعي لتحويل “ضيعة زروق” التابعة لهذه المعتمدية إلى مصب جهوي بديل.
وقد شارك في هذه المسيرة، التي انطلقت من أمام مقر البلدية، جمع غفير من أبناء مدينة المحرس وعماداتها، ومن نشطاء المجتمع المدني، والنقابيين بالاتحاد المحلي للشغل، وعدد من أعضاء المجلس البلدي، ومن المتضامنين مع المحرس من مناطق أخرى من الولاية، على غرار معتمدية عقارب.
وردّد المحتجون شعارات تؤكد رفضهم القاطع لإحداث المصب المذكور في منطقتهم ورفعوا لافتات ضمّنوها أيضا رفضهم لأن تتحوّل مدينة المحرس، التي تسعى إلى ان تكون مدينة سياحية، إلى مدينة ملوّثة على غرار “لا مصب ولا تثمين، لا تشوهوا الوجه الجميل للمحرس، مدينة سياحية”.
وقال الناشط مدني، حاتم بن عبد الله، وهو عضو تنسيقية “المحرس موش مصب”، التي دعت إلى هذا التحرك الاحتجاجي، في تصريح لـ”وات”، “إن أهالي المحرس أرادوا من خلال هذه المسيرة إيصال عديد الرسائل، في مقدمتها التذكير بمطلب واستحقاق وقع التعبير عنه في السابق وهو أن معتمدية المحرس، على غرار معتمدية عقارب وغيرها من المناطق، لا يمكن ان تكون مصب فضلات، وأن أهالي المدينة لا ثقة لهم في رواية تثمين النفايات التي تدّعي الهياكل الرسمية التزامها بها”.
وأضاف قائلا إن “أهالي المحرس ومكوّنات المجتمع المدني فيها يتوجّهون من خلال هذا التحرك الاحتجاجي بطلب عاجل إلى رئيس الجمهورية حتى يستقبل وفدا عنهم يوضّح له حقيقة الأمر ويشرح له كيف أن “ضيعة زروق” التي سبق اقتراحها كمصب بديل يعوّض مصب “القنة” لا تتوفر فيها الشروط بأي حال لعدة أسباب.
وأول هذه الأسباب، بحسب تقدير هذا الناشط المدني، أن هذه المنطقة قريبة من مواطن العمران (11 كلم على مدينة المحرس عبر الطريق و5 كلم في حقيقة الأرض، وتبعد 700 متر فقط على التجمع السكني أولاد بوكثير، وكيلومتر ونصف على الطريق السيارة)، فضلا عن كونها منطقة فلاحية بها 65 ألف شجرة زيتون، منها 10 آلاف شجرة في هنشير الشعال وتوفر للدولة ما قيمته 27 مليون دينار.
وأوضح بن عبد الله أن الدراسات العلمية التي انجزها خبراء في علوم الجيولوجيا والفلاحة تؤكد أن المائدة المائية في هذه المنطقة على مسافة قريبة جدا بين 20 و25 مترا، بما يشكل، في صورة تحويلها إلى مصب، ضررا محدقا ليس فقط للمحرس ولكن لكامل المنطقة التي يمكن ان تمتد إليها المائدة.
وختم بالقول إن المحرس المحاطة بعديد الحواجز الطبيعية، ومنها الغابة والمجال العمومي البحري، لا يتضمن مخطط التهيئة العمرانية فيها مجالا للتوسع العمراني المستقبلي إلا من ناحية المنطقة المراد تحويلها إلى مصب.
وكانت معتمدية عقارب شهدت في الأسبوع الفارط احتجاجات كبيرة على خلفية قرار وزارة البيئة إعادة فتح المصب الجهوي بمنطقة “القنة” بهذه المعتمدية بعد غلقه لما يزيد عن 42 يوما.
وقد أعيد غلق المصب من جديد وتفاقمت أزمة تكدّس النفايات مرة أخرى في كامل ارجاء الولاية بعد ان قرّر رئيس الجمهورية أن يتم العمل على إيجاد حل جذري للأزمة لتجاوز حالة الاحتقان في عقارب.