أكد الأستاذ في علم الفيروسات وعضو اللجنة العلمية لمجابهة فيروس كورونا، محجوب العوني، اليوم الخميس،أن الالتزام بالاجراءات الوقائية وخاصة منها ارتداء الكمامة طيلة السنة الفارطة سيتسبب في تقلص المناعة الجماعية ضد الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي مما يستدعي ضرورة مضاعفة الحذر خلال هذا الشتاء.
وأوضح العوني ، في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء، أن اعتماد الإجراءات الوقائية وخاصة منها ارتداء الكمامة، طيلة السنة الفارطة، كانت العامل الأساسي لتقلص الإصابات بفيروس الانفلونزا وبقية الفيروسات الأخرى وخاصة الفيروس المتسبب في التهاب القصبات الرئوية خلال الفترة المنقضية، مما نتج عنه تقلص المناعة الجماعية ضد الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي لتصبح الفئات الهشة صحيا أكثرعرضة هذا الشتاء للإصابة بها. وأوضح أنه إذا اختلفت الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي ومنها الكورونا في تركيبتها الجينية وفي مستقبلاتها على مستوى خلايا الجهاز التنفسي وبقية الخلايا المستهدفة بمختلف أعضاء الجسم، فإنها تشترك في الأعراض المرضية مما ينتج عنه تشابه في التشخيص السريري، حيث تبقى طريقة الكشف المعتمدة على المؤشرات الجينية الطريقة المثلى للتشخيص المخبري “PCR”.
وبين أن الإصابة الأولى بأي نوع من هذه الفيروسات، ينتج عنه تحفيز لمناعة خلوية غير مختصة فيتم انتاج افرازات تعمل كوسائط مناعية لمنع أي فيروس ثاني من إصابة نفس الخلية، وهو ما يفسر أن الإصابات المزدوجة بفيروسين اثنين فأكثر قليلة وشبه نادرة . وشدد العوني على أن تطوير تركيبة التلقيح المضاد للأنفلونزا الموسمية كل سنة أمر على غاية من الأهمية لأن هذا فيروس شديد التغير من موسم إلى أخر نظرا لطبيعة مورثه حيث يتكون من ثمانية أجزاء منفصلة تعمل بتكامل تام لانتاج فيروس مكتمل الخاصيات، لكن غالبا ما يقع تبادل صلب هذه الأجزاء مما يحدث تغيرا في التسلسل الجيني تتغير على إثره السلالة وتصبح غير معروفة لدى الجهاز المناعي.
وشدد على أن انتشار عدة أنواع من الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي خلال هذا الشتاء يستدعي ضرورة التطعيم باللقاحات المضادة لها مع تحلي الخبراء والعلماء حول العالم باليقضة والمراقبة المستمرة للتعرف على السلالات المستحدثة والمستجدة فضلا على ضرورة اقرار الاجراءات الوقائية والعلاجية والكشفية في الوقت المناسب توقيا من استفحالها.