تحت شعار “من التلوث إلى الحل: نحو مدينة مسؤولة”، نظمت جمعية تواصل الأجيال، اليوم الخميس، عملية بيئية متعددة الأبعاد تتضمن حملة تنظيف في محيط ميناء الصيد البحري بالجهة، من النفايات المختلفة والتحسيس بأهمية فرزها ورسكلتها كحل يمكن أن يشكل مخرجا عمليا وناجعا من أزمة النفايات التي تعيش على وقعها الجهة منذ نحو شهرين متتالين.
وشاركت في إنجاز هذه الحملة التي تندرج في إطار المشروع البيئي “آس أو آس بلاستيك” الذي تشتغل عليه الجمعية وعدد من شركائها الناشطين في المجال البيئي وبغاية المساهمة في الحد من انعكاسات أزمة النفايات ،عديد الأطراف الفاعلة على غرار المؤسسات المختصة في تثمين النفايات وعدد من المؤسسات الصناعية والبيترولية ووكالة موانئ وتجهيزات الصيد البحري وعدد من الجمعيات الناشطة في المجال البيئي وشبكة المهندسين التونسيين ومصالح الغابات والسياحة وغيرها.
وفضلا عن عملية تجميع الفضلات والتقاطها من الحوض المائي بمدخل الميناء ومحيطه من طرف نشطاء جمعية “تواصل الأجيال” وجامعة وكالات الأسفار ثم تسليمها لمؤسسات تثمين النفايات، اشتملت التظاهرة على تركيز حاويات للفرز الانتقائي اقتنتها مؤسسات خاصة منتصبة في الجهة بغاية التحسيس بأهمية عملية الفرز في منظومة التصرف في النفايات وتوسيع نطاق استخدامها.
كما خضعت عملية الفرز إلى وزن لمختلف أصناف الفضلات المجمعة من بلاستيك وزجاج وورق ومواد عضوية أشرفت عليها شبكة المهندسين التونسيين، وذلك بغاية استخراج الخصائص والنسب كأداة مساعدة على أخذ القرار في عملية التصرف في النفايات ورسكلتها، حسب ما أوضحه ل(وات) المهندس والباحث بالمدرسة الوطنية للمهندسين نبيل الكشو الذي كان من المشاركين في التظاهرة.
وأشار المهندس إلى الإمكانيات التي تتيحها هذه العملية في تثمين البلاستيك الذي تستقبله مؤسسات إعادة الرسكلة ومعالجة المواد العضوية واستخراج المستسمد المستعمل في المجال الزراعي أو إنتاج وقود صلب وغيرها من حلول التثمين الممكنة.
وشددت رئيسة جمعية تواصل الأجيال سناء تقتق كسكاس من جهتها على أهمية نشر ثقافة الفرز الانتقائي على نطاق واسع في المؤسسات العمومية والخاصة وفي الوسط المدرسي وفي كل مكان مع ضرورة أن تدعم الدولة ولا سيما وزارة البيئة والبلديات هذا التوجه وتتبناه كطريقة لمعالجة النفايات وحل الأزمة التي تطرحها في الوقت الراهن.
واقترحت أن يُقبل المواطنون الذين يمتلكون حدائق على عملية تثمين فضلات منازلهم العضوية عبر إحياء عادات قديمة للجهة تتمثل في دفن هذه الفضلات في التراب لتتحلل وتصبح سمادا في الأرض وأن تخصص المؤسسات الرسمية في صفاقس ولا سيما البلديات فضاءات مفتوحة على غرار فضاء “تبرورة” أو منطقة “بشكة” لمعالجة النفايات العضوية بعد أن تتولى مؤسسات التثمين قبول النفايات الأخرى من بلاستيك ومواد صلبة وغيرها.
بدورها، أكدت حنان اللواتي ممثلة عن إحدى المؤسسات المختصة في تثمين النفايات أن الحاجة كبيرة اليوم لهذه النفايات، معتبرة أن عدم نجاح عملية التثمين في تونس ناتج عن عدم انخراط البلديات في عملية الفرز الانتقائي الذي بقي في حدود التجارب المنعزلة.
وبالتوازي مع عنصر الفرز الانتقائي، اشتملت تظاهرة البيئية “من التلوث إلى الحل: نحو مدينة مسؤولة” على عملية تشجير في محيط الميناء وعدد من المؤسسات كما تضمنت عملية فنية أمنتها الفنانة التشكيلية عائدة الكشو الخروف التي قامت برسم موجات زرقاء توحي بنظافة البحر ولون البحر الأبيض المتوسط على الأكياس التي جمعت فيها النفايات وقوارير البلاستيك.
وقامت الفنانة التشكيلية في بداية هذا الأسبوع بعملية رمزية في إطار المساهمة في التعبير عن الرفض المواطني لتكدس الفضلات في مدينة صفاقس تمثلت في غراسة شجرة زيتون في مصب الفضلات بالميناء كرسالة مفادها أن الزيتونة المعروفة بها صفاقس ستنتصر على الفضلات بحسب تقديرها.