نعت الاعلامي سمير الوافي في تدوينة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” المحامية مايا القصوري بـ “الكرونيكورة المتصابية” بسبب تصريحها الذي اعتبرت فيه أن صلاة الاستسقاء تندرج في ثقافة الشعوذة.
وكتب الوافي
“تلك الكرونيكورة المتصابية قالت ” صلاة الاستسقاء هي فلكور يندرج في ثقافة الشعوذة و أنّ هذا الفكر خرافي و الصلاة لا تجلب المطر…” !!!
يعني ذلك إذن أن الدعاء أثناء الصلاة شعوذة ولا يجلب شيئا…والإبتهال في لحظات الخشوع شعوذة ولا يجلب شيئا…والمناجاة التي هي أعلى درجات مناداة الخالق هي أيضا شعوذة ولا تجلب شيئا…وبالتالي فإن كل طقوس الصلاة والعبادة شعوذة و لا تجلب شيئا…ودعاء أمي وأمك مجرد شعوذة ولا يجلب شيئا…وكل تلك السكينة التي نشعر بها خلال الدعاء وحصانة رضاء الوالدين شعوذة ولا تجلب شيئا…وكل ذلك الأمل الذي يبثه فينا دعائهما مجرد شعوذة لا تجلب شيئا…وكل دواء روحي لا تستغني عنه أقوى شعوب العالم في كل مسجد وكنيسة ومعبد…هو مجرد تدجيل وشعوذة…!!!؟؟؟
نعم باسم الحداثة والثقافة والنخبة…تتطاول صديقة السفراء…على موروث روحي وثقافة روحية تبدأ من الخشوع الى الابتهال الى الدعاء الى المناجاة وكل ما يصنع الأمل لشعب الله الكريم…الذي نسمي علاقته الخاصة والشخصية بالخالق شعوذة…ونتجاهل كل مشاكل البلاد المنكوبة لنفتح نقاشا وطنيا حول صلاة الإستسقاء وخطرها على الأمن القومي…!!!؟؟”
وأضاف الوافي في تدوينة ثانية أن هذا النقاش محسوم تحت فصل في الدستور يسمّي “حريّة العقيدة” معتبرا أن هذا الجدل جاء ليثير نقاشا سخيفا يحجب القضايا والمشاكل الحقيقيّة التي يعيشها التونسيين.
وهذا ما كتبه:
الناس تطلب رحمة الله…في الشدائد وعند الضيق وفي الكوارث والمصائب والأمراض والأوبئة…وتحمده على نعمه وعلى رحمته…وتبتهل له وتناجيه وتدعوه وتلجأ إليه خاشعة…وتؤمن أن الدعاء ملاذ روحي مهدئ ومطمئن ومريح…فلا ينقطع الرجاء ولا ينفد الأمل…حتى الذي يشتغل في النازا ومن يعمل رائد فضاء يلجأ في لحظات ضعفه الانساني الى الدعاء…ويتصل بوالدته في لحظات الضيق راجيا دعائها…ويصلي قبل دخوله المركبة الفضائية نحو كوكب آخر…وحين تشح الأمطار ويعم الجفاف والقحط…ومهما كان تفسير العلم وحلوله…!!
وكل العالم إبتهل لإله واحد حين عجز بكل علمه وجبروته عن مواجهة فيروس دقيق لا يُرى الا بالمجهر…قتل منه ملايين وأرغم كل سكان الكوكب على الإختباء والعزلة فلم يبق لهم الا الدعاء…وأصبحت كل الشوارع في هذا الكوكب مهجورة خوفا من فيروس أصغر من ذرة غبار…حتى بعد إختراع التلاقيح…إكتشف الإنسان ضعفه مهما تقدم…ومهما طغى وتجبر…
و ” ما أوتيتم من العلم إلا قليلا “…!
ذلك الفيروس الضئيل أوقف البشرية على قدم واحدة رعبا وفزعا طيلة أشهر…وكاد ان يدمرها لولا ما نسميه ” لطف من الله “…لطف ورحمة ربانية ظلت ملاذنا الأخير بعد إستنفاد كل قوتنا البشرية ومعارفنا العقلية التي لا تساوي نقطة في بحر هذا الكون العظيم…ومازالت التلاقيح التي إخترعها العقل البشري تحاول تخفيف عدد ضحايا وحشية الفيروس…وتفادي خطره المتواصل وتحايله عليها…!!!
ثم إن هذا النقاش من المفروض أنه محسوم ومنتهي…بفصل في الدستور عنوانه ” حرية العقيدة “…فلماذا يا صديقي الملحد تعود إلى إثارة الفتنة والنبش تحت رمادها !؟؟…وتثير نقاشا سخيفا ليكون الدخان الذي يحجب رؤية كوارثنا ومشاكلنا الحقيقية وطريقنا القريب من الهاوية…!!؟؟