أطلق ابناء الجالية التونسية المقيمة في قطر العنان للاحتفال بترشح المنتخب الوطني إلى الدور ربع النهائي لكاس العرب اثر فوزه مساء امس على نظيره الإماراتي بنتيجة 1-صفر منهيا مشواره في الدور الأول في صدارة المجموعة الثانية، حيث عاشت الدوحة مظاهر مختلفة من الاحتفالات اضفت على المكان أجواء تونسية صرفة.
وحرص عدد هام من ابناء الجالية التونسية للتواجد باعداد هامة في مدرجات ملعب الثمامة، من اجل مساندة زملاء المخضرم يوسف المساكني لتحقيق الفوز للتأهل إلى الدور القادم، حيث تزينت المدرجات بالاعلام التونسية وبحناجر جاءت من مختلف مناطق قطر، وقد خير البعض منهم ارتداء قمصان عدد من الأندية التونسية مثل الترجي والافريقي والنجم والصفاقسي والنادي البنزرتي….ولكن الاعلام التونسية وحدتهم على مدار 90 دقيقة وقفوا فيها وقفة الرجل الواحد وكانوا مثالا يحتذى في التشجيع والمساندة من اجل اعلاء الراية الوطنية.
وعاشت الجماهير التونسية من مختلف الاعمار، اطفالا وكهولا، ذكورا واناثا، المباراة الحاسمة بكل إهتمام وشغف، ومشاعر اختلطت فيها الفرحة بالهدف المبكر و الانشغال مع كل فرصة كانت تضيع من أقدام الجزيري وزملائه، ومع كل محاولة إماراتية لتهديد مرمى الحارس معز حسن، وفي اثناء ذلك كله،كانت تصرخ وتشجع وتهتز،وتطلق العنان للغناء والاهازيج التونسية دون كلل او تعب.
وتواصل الشد العصبي الذي عاشت به الجماهير التونسية المباراة إلى اخر ردهاتها، لتتنفس الصعداء، في مرحلة أولى مع بلوغ نتيجة المباراة الثانية لذات المجموعة الثانية بفوز موريتانيا على سوريا وهو ما يعني حسم ورقة التأهل مهما كان من شان نتيجة المباراة بين تونس و الامارات، ولكن الفرحة الكبرى كانت مع صافرة الحكم الالماني سايبرت دانيال، التي أعلنت رسميا عن تأهل تونس الر ربع النهائي في صدارة المجموعة، ومعها انطلقت الاحتفالات من ملعب الثمامة إلى قلب الدوحة.
وقبل مغادرة الملعب أبت الجماهير التونسية الا ان تحتفي بإنجاز التأهل على الميدان بمعية اللاعبين في مشهد يؤكد ان رسالة اللقاء الاخير ضد سوريا قد وصلت للعناصر الوطنية، فجاءت مباراة الإمارات لتكون مناسبة للمصالحة واستعادة رضاء الاحباء.
وأوضح علاء الجد وهو مواطن تونسي مقيم بالدوحة لمبعوث”وات” أن ” لاعبي المنتخب الوطني أثبتوا في مباراة الامارات انهم على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقهم ونجحوا في رد الفعل بعد عثرة مباراة سوريا، ولابد ان يواصل المنتخب المسابقة بنفس الروح “.
ومن مدرجات ملعب الثمامة تحولت الفرحة التونسية بشتى مظاهرها إلى مختلف الشوارع والطرق المؤدية لقلب الدوحة القطرية، لترتسم الفرحة على وجوه الجميع، حيث اشار احمد الخميري احد ابناء الجالية التونسية المقيمة في الدوحة ان ” المنتخب التونسي قادر على الذهاب بعيدا في كأس العرب طالما لعب بمثل الروح والعزيمة، التي خاض بها لقاء الإمارات “.
وفي ساحات سوق واقف أشهر المناطق السياحية والعمرانية بالدوحة تواصلت الأفراح التونسية، بترديد الاهازيج والغناء والرقص على الانغام التونسية، وتمنت التونسية هاجر اللافي المقيمة في قطر ان ” يعيد المنتخب الوطني مثل هذه الانتصارات ويتكرر الفرح باحراز اللقب العربي” وهو ما أكده مواطنها، بلحسن الفريضي، الذي أكد ان المنتخب قادر اذا ما واصل بنفس هذه الروح الذهاب بعيدا، ونتمنى مواصلة المشوار لاعادة مثل هذه الأجواء “.
ومع تقدم ساعات الليل، بدات حشود الجماهير التونسية المنتشرة في الساحات تتضاءل، بعد أن عاشت على وقع فرحة عارمة وحدت ابناء الجالية التي غادرت الأماكن على أمل فرحة قادمة، واحتفالات مؤجلة، لما هو ات، وامنيات معلقة بأن يواصل المنتخب التونسي تالقه نحو اللقب العربي.