أجلت سيارة إسعاف، في حدود الساعة الخامسة والنصف مساء، جثة المتوفى جراء حادث الحريق الذي نشب بمقر حركة النهضة بعد عصر اليوم الخميس.
وتمت عملية الإجلاء بمواكبة ممثلي النيابة العمومية الذين حضروا على عين المكان، لمعاينة الحادث والأضرار الناجمة عنه، إضافة إلى تواجد كثيف للعناصر والفرق الأمنية والفنية ووحدات الحماية المدنية التي طوقت المكان.
وقالت المحكمة الابتدائية في بلاغ صادر عنها، “إن التحريات الأولية التي أجرتها النيابة العمومية بمكان الواقعة، تفيد بأن الهالك في الحريق قام بعد وصوله إلى الطابق الأول لمقر حركة النهضة بإضرام النار في جسده”.
من جهتها، أكدت وزارة الداخلية في بلاغ لها، أن المعطيات الأولية بخصوص الحريق الذي طال عشية اليوم الخميس مقر حركة النهضة، “تفيد بأنه تم العثور على جثة متفحمة لشخص داخل مقر الحزب، فيما تم نقل 18 مصابا لتلقي العلاج”.
وأضافت الوزارة في بلاغها، أنه تم التعرف على هوية صاحب الجثة التي تعود إلى شخص من مواليد سنة 1970 (قاطن بحي التحرير بالعاصمة)، عمل سابقا كعون استقبال، مشيرة إلى أن من بين المصابين، 16 شخصا تعرضوا لاختناق بسيط، بالإضافة إلى تعرض أحد المصابين لحروق متفاوتة الخطورة (في إشارة إلى عبد الكريم الهاروني دون كشف هويته) وتعرّض مصاب آخر لكسور متعددة (في إشارة إلى علي لعريّض دون ذكر إسمه)، بعد إجلاء كافة المتواجدين بالمبنى والسيطرة على الحريق.
وفي نفس السياق، أكد شهود عيان أمام مقر الحركة، في إفادات متفرقة، أن نائب رئيس حركة النهضة، علي العريض، أصيب بكسور وحروق متفاوتة الخطورة جراء القفز من أحد نوافذ المبنى الرئيسي للحركة هروبا من الحريق، في حين أصيب عبد الكريم الهاروني رئيس مجلس شورى حركة النهضة، بحروق.
كما أكد عدد من قواعد الحركة وقيادييها الذين تواجدوا بكثافة أمام مكان الحادث، أن المتوفى يعد أحد قواعد الحركة، ويدعى “سامي السيفي”.
وبعد أن تمكنت الحماية المدنية من إخماد الحريق، وطوقت القوات الأمنية والفرق الفنية محيط مقر حركة النهضة، توجه رئيس حركة النهضة، ورئيس البرلمان المجمدة أعماله ، راشد الغنوشي، إلى مصحة خاصة قبالة مقر الحركة، أين تم إسعاف المصابين، للاطمئنان على صحتهم.
أما محمد القوماني، القيادي بالحركة، فقد أكد في تصريحات إعلامية إثر إخماد الحريق، أن “الحادث يؤكد أن عددا من أبناء حركة النهضة لم يحظوا بمنافع بعد الثورة، عكس ما ذهب إليه عدد من الإعلاميين والفاعلين السياسيين”.