سيكون المنتخب الوطني التونسي لكرة القدم مساء الغد على موعد حاسم، لكتابة صفحة أخرى من صفحات النجاح،بمناسبة مباراة الدور نصف النهائي لكاس العرب والتي ستجمعه بنظيره المصري انطلاقا،من الساعة الرابعة بعد الظهر بملعب راس ابو عبود بالعاصمة القطرية الدوحة،حيث يتطلع منتخب نسور قرطاج إلى بلوغ المباراة الختامية للعرس الكروي العربي في مواجهة مثيرة مع نظيره المصري
وتلوح مباراة الغد ضد المنتخب المصري مختلفة شكلا ومضمونا مع كل المباريات السابقة التي خاضها المنتخب التونسي، باعتبار طبيعة الرهان وخاصة قيمة المنافس،حيث أظهر ابناء المدرب البرتغالي كارلوس كيروش إمكانيات جد محترمة، علاوة على طبيعة الحوارات الكروية التونسية المصرية عبر التاريخ. وسيكون المنتخب التونسي مطالبا، بمواصلة الأداء الجيد الذي قدمه على امتداد مباريات كأس العرب وبلوغ الدور نصف النهائي، ولاسيما على مستوى الروح الانتصارية والعزيمة التي اظهرها زملاء المساكني اثر هزيمة الدور الاول،مع سوريا.وبصرف النظر عن الحسابات التكتيكية، والخطة التي اعدها المدرب منذر الكبير للقاء الغد، فإن مفتاح الفوز في المباراة سيكون رهين قدرة اللاعبين على تقديم الإضافة الفنية و البدنية لبلوغ الهدف المنشود. ويرجح ان يدخل الجهاز الفني للمنتخب التونسي بعض التغييرات الفنية والتكتيكية التي لاتزال قيد الدرس،بالنظر إلى القيمة الفنية للمنافس المصري، إذ ان لكل مباراة خصائصها ولقاء الغد يتطلب تعاملا مغايرا، على مستوى الخطة التكتيكية وكذلك طبيعة التركيبة الأساسية لنسور قرطاج.
ولعل الاستفهام الابرز يتمثل في طبيعة الخطة التكتيكية المرتقبة،اي هل سيواصل المدرب الكبير الاعتماد على خطة 4-2-3-1، أو سيختار خطة 3-5-2 او حتى 3-4-3 ؟ ، وفي كل الأحوال من المرتقب ان تشهد التشكيلة التونسية، عدد من التغييرات،بحكم ما عرفه الرصيد البشري من تعزيزات من ذلك التحاق المدافع المحوري منتصر الطالبي بوفد المنتخب والذي من المنتظر ان ياخذ مكانه إلى جانب ياسين مرياح وكذلك بلال العيفة في حال اختار الكبير اللعب ب3 لاعبين في محور الدفاع. ولن تقف التحويرات المرتقبة في الخط الخلفي في هذا المستوى ،بل ان عودة الظهير الأيسر علي معلول الذي التدريبات الاعتيادية، منذ ايام بعد تخلصه من مضاعفات الاصابة التي كان تعرض لها، قد تدفع بالمدرب منذر الكبير إلى اقحام معلول على الرواق الأيسر مكان زميله محمد أمين بن حميدة، وهو قرار صعب باعتبار الجاهزية العالية التي اظهرها بن حميدة، ولكن تبقى خبرة لاعب الأهلي المصري، جد مؤثرة في لقاء الغد خاصة إذا استرجع معلول كامل جاهزيته البدنية بينما سيحافظ محمد دراغر مفتاح لعب المنتخب التونسي على مكانه على الرواق الأيمن. ولن تكون منطقة وسط الميدان بمناى عن التغييرات لأسباب فنية وتكتيكية، فقوة منتخب مصر في خط الوسط و كذلك، في الهجوم،ستملي على الجهاز الفني للمنتخب التونسي غلق المساحات وعدم ترك المجال، لزملاء السولية لأخذ زمام المبادرة عبر كسب الثنائيات.
كما لا يستبعد ان يستعيد اللاعب محمد علي بن رمضان مكانه في التشكيلة بعد انقضاء العقوبة المسلطة عليه، وسيكون هذا اللاعب ورقة رابحة في وسط الميدان سواء باللعب إلى جانب فرجاني ساسي او غيلان الشعلالي او اخذ مكان هذا الأخير، بالنظر إلى إمكانيات بن رمضان على مستوى التغطية الدفاعية، وافتكاك الكرة وشل البناءات الهجومية للمنافس المصري. وقد تضطرهذه التغييرات المحتملة على مستوى الدفاع ووسط الميدان المدرب الكبير إلى تعديل تركيبة الخط الأمامي وذلك بسحب احد لاعبي التنشيط الهجومي (المساكني او السليتي او المجبري بدرجة اقل) وذلك لتعزيز منطقة الوسط بلاعب ذي إمكانيات افضل على مستوى التغطية الدفاعية.
وسيحافظ الجزيري هداف كأس العرب ( 4 اهداف) إلى حد الآن على مكانه ك”راس حربة” وهو مطالب بالتحرك المتواصل من اجل خلق الثغرات،واجبار الدفاع المصري على ارتكاب الاخطاء،حيث أن الهجوم التونسي مطالب بالتركيز والنجاعة واغتنام فترات الضعف التي قد يعرفها المنافس على كامل ردهات اللقاء.
ومن جانبه يسعى المنتخب المصري، جاهدا لاستعادة خدمات احمد حجازي و حمدي فتحي والحارس محمد الشناوي حتى يكونوا جاهزين في مباراة الغد ،ومهما يكن من تلك المساعي فان المدرب البرتغالي كارلوس كيروش يمتلك خبرة كبيرة في التعامل مع مثل هذه الدورات،ويدرك جيدا، قيمة المنافس وطبيعة اللقاء،وسيعمل على توظيف إمكانيات المنتخب المصري صاحب ثقافة الانتصارات والالقاب من اجل بلوغ النهائي. وستكون المباراة مفتوحة أمام جميع السيناربوهات وقد لا يكفى الوقت القانوني للمباراة للبوح باسم المتاهل إلى الدور النهائي والذي سيلاقي المترشح من لقاء دور نصف النهائي الثاني والذي سيجمع المنتخب القطري صاحب الأرض والجمهور، ونظيره الجزائري.