تمكن المنتخب التونسي من حجز مكانه في الدور النهائي لكأس العرب التي يسدل عليها الستار بعد غد السبت بالعاصمة القطرية الدوحة، بعد نجاحه في إزاحة المنتخب المصري في لقاء نصف النهائي، والتاهل عن استحقاق إلى العرس الختامي في دربي الأجوار الذي سيجمعه بالمنتخب الجزائري.
أفرز تاهل المنتخب التونسي على حساب نظيره المصري، جملة من الملاحظات الفنية والتكتيكية التقت جميعها حول أحقية زملاء بلال العيفة في بلوغ النهائي، بفعل الأفضلية التكتيكية، والسيطرة الميدانية التي فرضها نسور قرطاج على كامل ردهات اللقاء. واثبتت مباراة نصف النهائي، مدى سلامة الاختيارات الفنية والتكتيكية للجهاز الفني التونسي الذي سعى إلى التكيف مع خصائص المنافس المصري الفنية وخصال لاعبيه المهارية، واستغلال الزاد البشري للمنتخب بعد التحاق المدافع منتصر الطالبي بوفد المنتخب في الدوحة يوم الأحد المنقضي، وبالتالي عاد منذر الكبير إلى طريقة 3-4-2-1، من اجل تقوية الجانب الدفاعي من جهة ولتدعيم الكثافة العددية في منطقة وسط الميدان من جهة ثانية، حيث كان الجهاز الفني يعي ان المنتخب المصري يشكو من نقطة ضعف في وسط الميدان، وكذلك لشل البناءات الهجومية المصرية، بقيادة احمد السيد “زيزو”، وافشة وفيصل حسين.
وقد انعكست هذه الاختيارات التكتيكية الناجحة، على مجريات اللعب من خلال سيطرة تونسية على مختلف ردهات اللقاء، وحصوله، على عدد هام من الكرات الثابتة والركنيات، والتي كان بالامكان استغلالها، وذلك في ظل أداء مصري لم يكن في مستوى الانتظارات، وضع المدرب البرتغالي كيروش في حيرة، في ظل الصعوبات، بل المعاناة الفنية والتكتيكية التي عاشها منتخب الفراعنة طيلة ردهات المباراة. ولعل ما يؤكد تلك الاسبقية والافضلية التونسية ما عرفته المقابلة، من تطورات اهمها الخروج الاضطراري للمدافع المحوري ياسين مرياح، وهو ما أجبر الجهاز الفني التونسي، على الاستعانة بمخطط بديل فنيا وتكتيكيا، باقحام محمد علي بن رمضان في منطقة وسط الميدان وبالتالي العودة إلى دفاع كلاسيكي، برسم 4-3-2-1، والتي حافظت على مجريات اللعب لصالح المنتخب التونسي بل وزادت في نجاعة الخط الأمامي بفضل جاهزية البديل بن رمضان، واضافته الكبيرة لحيوية البناءات الهجومية التونسية.
وفي اثناء ذلك ظهر المنتخب المصري مهزوزا، بدنيا وفنيا، حيث افتقد لاعبوه للانتعاشة المعهودة، وكان خط وسط الميدان خارج الخدمة في ظل الإرهاق الذي اصاب اغلب لاعبيه، بعد مباراة قوية ضد المنتخب الاردني، والتي تطلبت مجهودات جبارة و120 دقيقة، وقد انعكس ذلك التعب على الحالة الذهنية لمنتخب الفراعنة ودليل ذلك اهداره لابرز فرص المباراة بطريقة تدعو إلى الدهشة والاستغراب في دق 75 عن طريق المهاجم مصطفى فتحي. وكانت “عدالة” كرة القدم في الموعد في آخر ردهات المباراة لتنصف المجهودات التونسية وتؤكد أحقية منتخب نسور بالمرور إلى النهائي، بعد مخالفة موجهة من نعيم السليتي، وجدت راس اللاعب عمرو السولية الذي قدم هدية ثمينة استقرت بموجبها الكرة في شباك الشناوي، ومعلنة عن عبور تونس للمباراة الختامية عن استحقاق وجدارة.