اعتبرت الهيئة الوطنيّة للوقاية من التعذيب، حالة المنع من إجراء المحادثة الفرديّة المتعلّقة بظروف الإيقاف لبعض الأشخاص، ليلة السبت 18 ديسمبر 2021، “سابقة خطيرة” لم تعهدها الهيئة و”لا يمكن تبريرها”، مؤكدة أنّها قرّرت التشكّي وتتبّع المخالفين وتحميل المسؤوليّات الفرديّة والمؤسّساتية، لكلّ من عطّل أعمال الهيئة في تلك اللّيلة.
وشدّدت هيئة الوقاية من التعذيب، في بلاغ اليوم الأحد، على أنه “لا يمكن للسّلط المعنيّة الاعتراض على زيارة دوريّة أو فجئيّة لمكان بعينه، إلّا لأسباب مُلحّة وموجبة لها علاقة بالدّفاع الوطني أو السّلامة العامّة والكوارث الطبيعيّة أو اضطراب خطير في المكان المزمع زيارته بما يحول مؤقتا دون الزيارة ويكون ذلك بقرار كتابيّ معلّل يبلّغ فورا إلى رئيس الهيئة وينصّ فيه وجوبا على مدّة المنع المؤقت”، ملاحظة أنّ كلّ من يخالف مقتضيات هذا الفصل من قانون الهيئة، يكون عرضة للتتبّعات التأديبيّة.
وأضافت أنها تمارس هذه الصّلاحيّة منذ سنة 2016، داخل كل أماكن الاحتجاز وفي كلّ أنواع الوضعيّات التي قامت بمراقبتها.
كما أوضحت أن عضوين من الهيئة الوطنيّة للوقاية من التعذيب، توجّها ليلة البارحة (السبت 18 ديسمبر)، إلى مقرّ الفرقة المتعهّدة بالبحث ببن عروس، قصد التقصّي حول وضعيّة الإيقافات التي تمّت مساء السبت، بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة، مشيرة إلى أنه تمّ “تعطيل فريق الزيارة عن الولوج إلى مقرّ الفرقة، وقتا طويلا، ثُمّ سُمح له بالدّخول والتعريف بمهمّته. وبعد الانتظار مدّة ساعة كاملة، تمّ إعلام فريق الزّيارة، من قبل المشرفين على المكان، بمنعه من إجراء محادثات فرديّة مع المحتجزين والأمنيّين المشتكى بهم”، حسب ما جاء في البلاغ ذاته.
يُذكر أن وزارة الداخلية كانت أفادت في بلاغ لها مساء السبت، بأن النيابة العمومية أذنت بحجز معدات من خيام وكراسي وعصي تستعمل لتركيز الخيام، والاحتفاظ بمجموعة من الأشخاص عمدوا إلى الاعتداء بالعنف على عدد من الإطارات الأمنية، أثناء قيام وحدات الأمن بالتصدي لمنع تركيز الخيام وتطبيق القانون، مشيرة إلى أن البحث ما يزال جار، لتقديم بقية الأطراف الضالعة في الموضوع، وإتمام كل ما يلزم من أبحاث ومراجعة النيابة العمومية، لتُقرّر ما تراه من إجراءات تحفّظية.
وكان الناشط السياسي وممثل حملة “مواطنون ضد الانقلاب”، جوهر بن مبارك، أعلن في وقت سابق أمس السبت، أن الهيئة التنفيذية للحملة، قرّرت تعليق الاعتصام الذي ينفذه أنصارها بشارع الحبيب بورقيبة منذ عشية الجمعة، بمناسبة الذكرى الحادية عشرة للثورة، “بسبب التدخل الأمني العنيف الذي يتعرض له المعتصمون”، وفق قوله.