دخلت جزيرة جربة السنة الادارية الجديدة بعودة المشكل البيئي من جديد بعد قرار اهالي منطقة سدويكش غلق مصب النفايات الذي انتهت مع نهاية شهر ديسمبر المنقضي، المدة المحددة لاشتغاله بعد عدة سنوات تحمل فيها كل نفايات الجزيرة من خلال لف النفايات في شكل مكعبات تكدست وامتدت على مسافات طويلة.
وخلق غلق المصب وضعية بيئية حرجة حيث تكدست اكوام النفايات قرب الحاويات وسط شوارع المدن وفي الاحياء وعلى الطرقات في مشهد مزعج اعاد الى الذاكرة ازمة بيئية عاشت على وقعها الجزيرة سنة 2014 وما رافقها من تحركات مجتمعية مختلفة انتهت بحل ظرفي يتمثل في تركيز الة لف النفايات بمصب تالبت، الا ان هذا الحل الظرفي طال لسنوات دون ان يتم تفعيل مشروع وحدة لتثمين النفايات كحل دائم انتظره ابناء الجزيرة لعدة سنوات.
وامام هذه الوضعية وجدت البلديات الثلاث نفسها عاجزة عن ايجاد حل بديل لاعتبار ان مهمتها تقتصر على الرفع، وهو ما لم تعد قادرة على القيام به في ظل عدم وجود مكان تنقل اليه نفايات متكدسة، وفي ظل مشكل وصفه رئيس بلدية ميدون لسعد الحجام ب”المعقد”.
وفي الاثناء تتواصل عدة جلسات محليا وجهويا لبحث الوضعية بعد اجماع البلديات بالجزيرة على ان الحل مركزيا يتجاوز مشمولاتهم الا ان الوضع بقي في مكانه، نفايات متراكمة وحلول غير واضحة في انتظار تفاعل رئيسة الحكومة مع الملف بعد توجيه رؤساء البلديات دعوة لها للنظر في الوضع البيئي بجزيرة سياحية بامتياز.
وتتمسك بلديات جربة الثلاث بتفعيل مشروع المنطقة الصناعية التي خصص لها مدخر عقاري صناعي يبلغ 64 هك منها 15 هك لتركيز وحدة لتثمين ومعالجة النفايات.
وفي المقابل تسود حالة من الاحتقان بين المواطنين ومكونات المجتمع المدني الذي يرفض اي حل ظرفي ومؤقت ويطالب بحل دائم وبمعالجة جدية للملف بعد تجربة سابقة في سنة 2014 وازمة خانقة للنفايات تم الخروج منها بتنازلات من خلال وضع مصب عشوائي اصبح كارثة بيئية خاصة بالنسبة لمتساكني منطقة تالبت بمعتمدية جربة ميدون دون ايفاء بتعهدات سابقة وفي مقدمتها تركيز مشروع نموذجي لتثمين النفايات ومعالجتها لم يتقدم اية خطوة منذ تلك السنة.