دخل أعوان بلدية قربة من ولاية نابل منذ أربعة أيام في إضراب مفتوح عن العمل للتعبير عن رفضهم مواصلة الكاتبة العامة للبلدية العمل عن بعد منذ شهر جويلية الفارط مما تسبب في تعطل سير الخدمات البلدية وخاصة رفع الفضلات
وعبر عدد من المواطنين في تصريحهم لصحفية (وات) عن تردي الوضع البيئي وانتشار الروائح الكريهة والحشرات نتيجة تراكم الفضلات في شوارع المدينة منذ حوالي أسبوع، واستنكروا ما آلت إليه وضعية مدينة قربة من تلوث وتهرئ البنية التحتية للطرقات وتعطل أبسط المشاريع التنموية نتيجة التجاذبات السياسية داخل المجلس البلدي المعطلة أعماله منذ مدة
وأوضح كاتب عام النقابة الأساسية لبلدية قربة علية نوارة، اليوم الجمعة، ل(وات)، أنه تم خلال الفترة الأخيرة عقد جلسات عمل متتالية مع رئيس البلدية لتدارس الوضع الكارثي الذي آلت إليه إدارة البلدية إلا أن هذا الأخير عبر عن تمسكه بمواصلة عمل الكاتبة العامة للبلدية عن بعد ورفضه توجيه مراسلة للسلط الجهوية للتخلي عنها
واكد نوارة تمسك الاعوان بمطلبهم الأساسي والمتمثل في التخلي عن الكاتبة العامة لمهامها نظرا لاستحالة التعامل معها، مشيرا إلى تعطل مهام إدارة البلدية في القيام بواجبها تجاه متساكني مدينة قربة التي تشهد حالة كارثية على المستوى البيئي حيث تحول تراكم الفضلات في الشوارع إلى ظاهرة تهدد صحة المواطنين وتحدث في هذا السياق، عن معاناة أعوان النظافة خلال قيامهم بعملية رفع الفضلات نظرا لغياب التجهيزات وتقادم أسطول النقل لاسيما وان شاحنات رفع الفضلات معطبة منذ مدة
واستنكر كاتب عام مساعد النقابة توفيق يدعس ان المجلس البلدي الحالي سياسة الهرسلة والتضييق التي ينتهجها رئيس البلدية ضد الاعوان، وأشار إلى أن 12 عونا من اعوان البلدية يمثلون اليوم الجمعة للتحقيق بتهمة سرقة زورق مطاطي من المستودع البلدي “بغاية إثارة البلبلة وتوجيه الاتهام بصورة غير مباشرة للكاتب العام المساعد للنقابة”، وفق قوله، وواضاف انه تم في وقت سابق “ابتزاز المكلف بالميكانيك والتضييق عليه لأنه كان شاهدا على التجاوزات والصفقات المشبوهة المتعلقة باقتناء قطع غيار وسائل النقل الخاصة بالبلدية”، وفق تعبيره.
وفي المقابل، قال رئيس المجلس البلدي فوزي الحجيج (عن حركة النهضة) انه تمت الاستجابة لمختلف المطالب النقابية للأعوان باستثناء مطلبهم المتمثل في التخلي عن الكاتبة العامة للبلدية، وأضاف ان النقابة الأساسية أجبرته على التخلي عن الكاتبة العامة في انتظار حركة نقل تحت إشراف السلطة الجهوية، مجددا رفضه القيام بمراسلة للتخلي عنها
وأرجع تردي الوضع ببلدية قربة الى الاحتجاجات العشوائية للأعوان وتقادم أسطول النقل الخاص بالبلدية بالإضافة إلى التوتر بين رؤساء المصالح، مشيرا إلى وجود “سرقات متكررة من المستودع وتهشيم كاميرا المراقبة”، مما استوجب التوجه إلى الأمن للتحقيق في كل هذه المسائل، وفق قوله، وأضاف انه سيتم يوم غد السبت القيام بحملة نظافة بالتنسيق مع الولاية التي ستتولى توفير المعدات اللازمة
يشار الى ان المجلس البلدي بقربة يشهد منذ تنصيبه حالة من التوتر والاحتقان نتيجة التجاذبات السياسية مما حال دون تواصل عمله وتسبب في تعطيل مهام إدارة البلدية في القيام بواجبها تجاه متساكني مدينة قربة التي تشهد حالة كارثية على جميع الأصعدة ومنها بالخصوص انتشار الفضلات والأوساخ وتردي البنية التحتية للطرقات
وقد نظم عدد من أعضاء المجلس البلدي لبلدية قربة ونشطاء المجتمع المدني عديد الوقفات الاحتجاجية للمطالبة برحيل الكاتبة العامة للبلدية ووضع حد للتجاذبات السياسية التي أثرت سلبا على عمل إدارة البلدية، مؤكدين على ضرورة إنجاز تدقيق مالي وإداري في بلدية قربة