تتواصل بدار الشباب بالقباعة بمعتمدية وادي الليل من ولاية منوبة، عملية الولوج التجريبي للمنصة الالكترونية للاستشارة الوطنية ضمن العملية البيضاء التي انطلقت منذ غرة جانفي الجاري لتمتد إلى غاية يوم 14 منه.
وتباينت الاراء حول هذه المرحلة التجريبية والمواقف ازاء الاعلام حول الاستشارة ومدى القدرة على فهم المحتوى من حيث الصياغة والطرح كعناصر اساسية تمهد لنجاح الاستشارة، حيث تحدث الكثيرون وخاصة من فئة الشباب عن “غياب التوعية والاعلام” حول الاستشارة واهدافها وخاصة عبر شبكة التواصل الاجتماعي التي تشهد استعمالا مكثفا لدى اغلب الشرائح العمرية.
وعلق عدد من الذين قاموا بالولوج الي المنصة والاطلاع على محاورها، ان صياغتها “ليست في متناول الجميع واستساغتها وفهم اسئلتها غير ممكنة لجميع المستويات والشرائح العمرية”، حيث اعتبر عماد الرمضاني احد المشاركين في العملية انه “كان من الاجدر اعتماد صياغة لغوية سهلة ولما لا اعتماد الدارجة التونسية” لتوضيح الاسئلة للفئات ذات المستوى الدراسي المحدود.
امر اكده المواطن وحيد الماجدي الذي كان بصدد الاجابة عن اسئلة الاستشارة، مشيرا الى ان “بعض الاسئلة كانت معقدة وليست في متناول اي كان بل تكاد تكون موجهة لنخبة ذات مستوى دراسي عال”، واضاف ان “الاستشارة التي تتطلب حوالي 15 دقيقة في وضعية تدفق سريع للانترنات، قد تستغرق اكثر اذا مااجتهد المواطن في فهم السؤال”، واضاف “ويا خيبة المسعى اذا اجاب اعتباطا دون فهم، حينها تفقد الاستشارة نجاعتها”.
واقترح الماجدي “مزيد تبسيط الاسئلة وتقريبها من المتقبل ليفهمها المواطن ذو المستوى الدراسي والثقافي المحدود ويستطيع الاجابة عنها دون حاجة الى تفسير او وصاية من احد اخر”.
كما تساءل عدد من المشاركين حول مدى احترام الاستشارة للمعطيات الشخصية، واعرب الشاب عبد النور الصالحي تخوفه شانه شان بقية الشباب “من عدم ضمان السلامة المعلوماتية بوضعه رقم بطاقة تعريفه وكافة معطياته الشخصية في منصة الكترونية قد يسهل اختراقها”.
ومثلت حرية التعبير هاجسا مشتركا لدى عدد من الشباب، الذين ابدوا مخاوفا من التعبير عن مواقفهم وخاصة في المساحات الحرة للتعبير المخصصة بالاستشارة، حيث تساءل عبد النور في الغرض “اي ضمانات لنا لتجنيبنا التتبع او المحاكمة بسبب ارائنا ومواقفنا، مالذي يجعلني واثقا اني لن احاسب بسبب رأيي”.
كما اتفق المستجوبون على ان ضعف جودة خدمات الانترنات عموما يعد احد اهم الصعوبات التي ستواجه سير الاستشارة، حيث اعتبر الشاب واصل الدريدي ان تدفق الانترنات ضعيف ويجب تطويره لتسهيل عملية التسجيل والولوج للاستشارة بالسرعة والنجاعة المطلوبة.
ومن جهته اكد المندوب الجهوي للشباب والرياضة بمنوبة محسن مصدق ان المندوبية بصدد تشخيص مدى استعداد ال12 مؤسسة شبابية بالجهة للاستشارة الوطنية وخاصة فيما يتعلق بالحواسيب والانترنات، واشار الى انه لا يوجد اي اشكال في مستوى التجهيزات الاعلامية حيث يتوفر بكافة دور الشباب بالجهة 100 حاسوب موزعة بتفاوت بين دور الشباب
وقال في المقابل ان ضعف تدفق الانترنات يعد الاشكال الوحيد الذي تعمل المندوبية على تجاوزه حاليا، واوضح ان العملية جارية بالتنسيق مع مصالح الادارة الجهوية لاتصالات تونس ووزارة الشباب والرياضة وفنيي المندوبية، من اجل تحسين تدفق الانترنات بعدد 09 دور شباب حتى تكون جاهزة قبل الانطلاقة الفعلية للاستشارة.
ولفت الى انه فيما عدا المركب الشبابي المرتبط بشبكة الانترنات بتقنية الالياف البصرية وايضا دار الشباب القباعة ودار الشباب دوار هيشر اين يقع تسجيل تدفق سريع للانترنات، فان البقية يصل بها تدفق الانترنات الى 02 ميغابايت في الثانية، وهي ضعيفة وسيقع تقويتها حتى تكون الاستشارة في متناول الجميع وبالنجاعة والسرعة.
كما اشار الى ان المندوبية بصدد دراسة كلفة ربط جميع دور الشباب بالانترنات بتقنية الالياف البصرية، لتقديم طلب في الغرض الى وزارة الشباب الرياضة، لتحسين خدمات الانترنات، وبين انه تم على المستوى الجهوي رفع مختلف الاخلالات التي تشوب الاستشارة في هذه المرحلة التجريبية على غرار صياغة الاسئلة الصعبة التي تتطلب التبسيط ومراعاة كل المستويات، وطبيعة الاجابة المغلقة التي لا تتيح للمشارك مزيد التوسع في الإجابة.
وبين ان الاختيار على دار الشباب القباعة كان مدروسا في منطقة عبور مطلة على اغلب المعتمديات ويمكن للجميع قصدها خلال العملية البيضاء وتجربة الولوج الى الاستشارة الوطنية.