أعلن مصدر من شركة فسفاط قفصة عن إعادة تشغيل الخطّ الحديدي رقم 15 في جزئه الرابط بين منجم كاف الدّور والمتلوي، وذلك بعد إنتهاء أشغال إصلاح وإعادة تهيئة هذا الخطّ الذي توقّف إستغلاله بسبب أضرار كبيرة لحقته نتيجة فيضانات جدّت بالمنطقة سنة 2017.
وقال المصدر ذاته، في تصريح لـ”وات”، اليوم الجمعة، “إنّ قطارا مُحمّلا بشحنة من الفسفاط التجاري، والذي ظلّ رابضا بمحطّة منجم كاف الدّور لأكثر من 4 سنوات بسبب فيضانات شهر أكتوبر من سنة 2017، قد غادر كاف الدّور في إتجاه المتلوي إيذانا بإستئناف حركة وسق الفسفاط نحو مُصنّعي الأسمدة الكيميائية إنطلاقا من وحدة الإنتاج بمنجم كاف الدّور التي تُعدّ من أهم وحدات الشركة في إنتاج الفسفاط”.
وكانت فيضانات عرفتها مناطق من جهة قفصة في شهر أكتوبر من العام 2017 قد تسبّبت في إلحاق أضرار كبيرة بهذا الخطّ الحديدي، حيث جرفت مياه الامطار حينها 3 كلم منه، كما أتلفت 8 جسور ومنشآت فنّية على مستوى هذا الخط الحديدي، زيادة على تضرّر بنيته التحتية.
وتوقّفت منذ تلك الفترة حركة نقل المسافرين انطلاقا من الرديف وأم العرائس نحو المتلوي وصفاقس وتونس العاصمة، وأيضا حركة نقل البضائع ووسق الفسفاط التجاري من أقاليم الانتاج الواقعة بكاف الدّور، والرديف، وأم العرائس نحو حرفاء شركة فسفاط بقابس والصخيرة.
وتنقل شركة فسفاط قفصة منذ انقطاع نشاط الخطّ الحديدي رقم 15 الفسفاط الذي تنتجه بمغاسل كاف الدّور وأم العرائس عن طريق الشاحنات، فيما يستمرّ إلى الآن تعطيل نقل الفسفاط التجاري إنطلاقا من الرديف منذ توقّف نشاط الخطّ الحديدي رقم 15.
وتُعوّل شركة فسفاط قفصة التي وسقت، خلال سنة 2021، كمّيات قدرها 3 ملايين و350 ألف طن من الفسفاط التجاري نحو مُصنّعي الأسمدة الكيميائية(أكثر من نصفها بواسطة الشاحنات)، على عودة نشاط الخطّ 15 للرّفع من نسق وسق هذه المادّة نحو حرفائها، وبلوغ معدّل 9 قطارات مُحمّلة بالفسفاط في اليوم الواحد نحو قابس والصخيرة، بما “سيوفّر محزونا كافيا لمُصنّعي الاسمدة لاستمرار نشاطهم من ناحية، ويساعد مؤسسات قطاعي الفسفاط والاسمدة ببلادنا على الإستفادة من الإنتعاشة التي تشهدها أسعار موادّ الفسفاط والاسمدة الكيميائية في السوق العالمية من ناحية أخرى”، حسب مسؤول بهذه الشركة.
كما سيكون بمقدور شركة فسفاط قفصة، بعد إعادة الخطّ الحديدي عدد 15 وعودة نشاطه بالكامل، تأمين ما لا يقلّ عن 450 ألف طنّ من الفسفاط في الشهر الواحد لحرفائها من مُصنّعي الأسمدة الكيميائية، وهم بالخصوص معامل المجمع الكيميائي التونسي بقابس، والشركة التونسية الهندية للاسمدة بالصخيرة، مقابل معدّل شهري بحوالي 300 ألف طن حاليا.
ولفت مصدر من شركة فسفاط قفصة إلى أنه من الممكن تحقيق هذا الهدف في حال عزّزت الشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية من قدراتها في شحن الفسفاط إنطلاقا من مناطق الإنتاج نحو مُصنّعي الأسمدة الكيميائية.
وأعلنت شركة السكك الحديدية التونسية مطلع هذا الأسبوع عن إصلاح 76 عربة مُخصّصة لنقل الفسفاط، وهي حاليا جاهزة لإعادة إستغلالها لغرض شحن الفسفاط، حسب بلاغ صادر عن وزارة النقل يوم 20 فيفري الجاري.