شاءت أقدار الجولة التاسعة من بطولة الرابطة المحترفة الأولى ان تجمع رباعي الكبار لكرة القدم التونسية في مواجهة مباشرة حيث سيلتقي النادي الصفاقسي بالترجي الرياضي في إطار منافسات المجموعة الأولى فيما يستضيف النادي الافريقي النجم الساحلي في المجموعة الثانية، في حوارات كروية ستتجلى خلالها الجاهزية الحقيقية لكل فريق ونواياه للعب الأدوار الاولى من خلال التواجد في المرحلة الثانية الحاسمة من اجل التتويج.
ويسعى النادي الافريقي الذي يستضيف النجم الساحلي يوم غد السبت بملعب حمادي العقربي برادس ضمن منافسات المجموعة الثانية إلى تجديد خطوات النجاح اثر عودته بانتصار هام من الرجيش ونواياه الجادة للظهور بوجه مشرف أمام جماهيره التي ستواكب المباراة باعداد غفيرة مما يحمل الجهاز الفني لفريق باب الجديد مسؤولية مضاعفة وضغط كبير أمام منافس جدي.
ويعي المدرب منتصر الوحيشي ان تقدم جولات البطولة في مرحلتها الأولى وسيرها إلى النهاية سيكسب كل مباراة رونقا خاصا في ظل رهان الملاحقة على الاتحاد المنستيري متصدر المجموعة وهو التحدي الابرز في هذه الفترة الذي يسكن اذهان كل احباء الاحمر والابيض الذين يبغون رؤية ناديهم على سكة التطور على مستوى المردود الجماعي والنتائج بعد فترة الراحة المطولة التي عرفتها بطولة الرابطة المحترفة الأولى.
وتشير المعطيات الميدانية الى ان الجهاز الفني للنادي الافريقي سيجدد الثقة في أغلب عناصر التشكيلة الأساسية للفريق التي فازت في الرجيش مع بعض التعديلات الضرورية ابرزها غياب الحارس معز حسن بسبب العقوبة التاديبية للانذار الثالث وعدا ذلك فان الأسماء ذاتها ستحافظ على تواجدها وحضورها في ملعب رادس غدا في مواجهة تلوح صعبة بالنظر إلى الأسباب الموضوعية الذاتية التي تخص النادي الافريقي او تلك المتعلقة بقيمة المنافس.
ويتحول النجم الساحلي إلى ملعب حمادي العقربي بمعنويات مرتفعة اثر الفوز الذي حققه قبل أيام قليلة أمام مستقبل سليمان في المنستير والأداء الطيب الذي ظهر به الفريق قبل ذلك في لقاء الترجي الرياضي ضمن منافسات كاس رابطة أبطال أفريقيا، وهي جميعها عوامل ايجابية تؤكد ان النجم الساحلي يسير على النهج القويم وان العمل الذي شرع فيه المدرب المخضرم روجي لومار بدأ يعطي أكله رغم المشاكل الإدارية والمالية التي يعيشها الفريق والتي كانت من أبرز تجلياتها التغيير الطارىء على مستوى الجهاز الفني باقالة المدرب المساعد رفيق المحمدي وتعيين معز القزاح وشاكر الزواغي مكانه.
وبدا جليا من خلال متابعة مباريات النجم الاخيرة ان الفريق يتطور بصفة كبيرة على جميع المستويات ولاسيما في التعاطي الدفاعي بفعل الانضباط التكتيكي للاعبين وبروز عناصر شابة جد واعدة من أمثال بووزرة والنوالي وعودة العناصر ذوي الخبرة أمثال محمد أمين بن عمر ومالك بعيو مع النجاعة الكبيرة التي بات يؤكدها سليمان كوليبالي، وهذا ما يجعل هامش الاختيار جد واسع أمام روجي لومار لاختيار التشكيلة المثالية لمواجهة النادي الافريقي في مباراة تقليدية مرجحة لبلوغ أقصى درجات الحماس والتشويق.
ومن جهة أخرى، ينزل الترجي الرياضي متصدر المجموعة الأولى يوم الأحد ضيفا على النادي الصفاقسي بملعب الطيب المهيري، في كلاسيكو سيتميز بمجموعة من المعطيات ابرزها الحاجة الملحة للفريقين لتحقيق الفوز. فالنادي الصفاقسي العائد من هزيمة يوم الخميس المنقضي أمام نجم المتلوي وقبلها بخسارة أمام بيراميدز المصري في كأس الاتحاد الافريقي سيعمل على استغلال لقاء الاحد لمحو تلك الخيبات وفتح صفحة جديدة تؤسس لمرحلة ايجابية من شأنها ان تساعد الفريق على تجاوز الكم الكبير من المشاكل المادية والإدارية التي يتخبط فيها.
وسيعمل المدرب البرتغالي جورج كوستا على التعويل على تشكيلته المعتادة في ظل محدودية العنصر البشري من اجل الاطاحة بالترجي وضمان اوفر الحظوظ للتاهل الى المرحلة الحاسمة واللعب من اجل التتويج بالبطولة.
ولن يكون مدر ب الترجي الرياضي راضي الجعايدي افضل حال إذ ان التعادلات السلبية التي مني بها الفريق سواء امام النجم الساحلي في رابطة أبطال أفريقيا او امل حمام سوسة في الجولة الاخيرة للبطولة، أكدت ان فريق باب سويقة يعاني من عقم هجومي فادح اصبح يمثل هاجسا جديا لمسؤولي احباء الفريق لاسيما اذا اتبع المنافس دفاع المنطقة المنخفض، وقد أقر الجعايدي بهذه الصعوبات اثر لقاء حمام سوسة متمنيا تجاوز هذا الاشكال بالعمل خلال التدريبات على تنويع العمليات الهجومية سواء الكلاسيكية او من خلال حسن استثمار الكرات الثابتة، وستكون مباراة الأحد ضد النادي الصفاقسي فرصة للترجي لكسر ذلك العجز خاصة وان الفريق يتمتع بزاد بشري ثري.