تحيي معتمدية بن قردان، اليوم الاثنين، الذكرى السادسة لملحمة 7 مارس التي شكلت منعرجا خطيرا من ناحية ومهما من ناحية اخرى، حيث تكبد تنظيم “داعش” الارهابي اكبر هزيمة له لم يعرفها في مدن اخرى في الرقة والموصل وسرت بكل من سوريا العراق وليبيا في تلك الفترة.
اعلن الاتحاد المحلي للشغل هذا اليوم يوم عطلة لكل الشغالين في قطاعات الوظيفة العمومية والمنشات والمؤسسات العمومية والخاصة ليحيي فيه كل ابناء بن قردان ذكرى ملحمتهم التي يتباهون بها ويفخرون بدرس اعطته لكل العالم في الذود عن الوطن والموت لاجله.
تمسك الاتحاد بان يكون يوم 7 مارس يوم عطلة ببن قردان حتى يتذكر المسؤولون بالحكومة بانه تم منذ 04 سنوات الاقرار بانه سيكون يوما وطنيا للانتصار على الارهاب، الا ان ابناء بن قردان ما زالوا ينتظرون تفعيل القرار بان يدرج بالرائد الرسمي لتشاركهم تونس هذه الذكرى
مهما يكن حجم الاحتفال وطنيا او جهويا او محليا، فان هذه الذكرى “كبيرة” ولدى اهالي بن قردان “عظيمة” لا تمحوها الاحداث ولن يخفت بريقها رغم مر السنين او حتى عند ساعات الياس والظلم من واقع يتلمس طريقه ببطء وتان نحو التغيير.
ازدانت شوارع بن قردان في هذا اليوم واكتظت بالوحدات الامنية وخاصة بمحيط مقبرة سيدي خليف اين يرقد شهداء الملحمة من اصيلي بن قردان وهي تنتظر في نفس الموعد الوفود الرسمية لتلاوة الفاتحة والترحم عليهم، وغير بعيد عن المكان، يوجد النصب التذكاري الذي جسد معنى الملحمة بالتفاف المواطن المدني والامني والعسكري معا وبالقرب منه صور كل الشهداء الذي سقطوا من اجل ان تبقى الراية الوطنية ترفرف عاليا ومن اجل ان يحيى الوطن.
ويسدل يوم 7 مارس الستار على برنامج احتفال انطلق ببن قردان منذ يوم 2 مارس، الذي كان بمثابة “جس النبض” وهو ما لم يفهمه الارهابيون رغم انه تم القضاء عليهم محصنين باحد المنازل بمنطقة العويجاء، فعادوا فجر يوم 7 مارس وناولوا هزيمتهم الكبيرة وفشل مخططهم في اقامة “امارة داعشية” والسيطرة على الاماكن الحيوية ببن قردان ومنها الثكنة العسكرية ومقرات امنية ومقر المعتمدية.
عاشت معتمدية بن قردان طيلة حوالي اسبوع اجواء من الفرحة فابناؤها متمسكون بان ما حدث يبعث على الاعتزاز والفرح بانتصار على الارهاب وقبره على ارضها، فمجرد تصور ان مخطط “داعش” نجح، لكان مصير المنطقة والبلاد باكملها على غير ما تنعم به هي الان، لذلك جاء اسبوع احياء هذه الذكرى بفقرات متنوعة جمعت بين الجانب الثقافي والفني وبين الجانب العلمي فانتظمت السهرات التي جمعت بين الغناء والشعر وانتظمت المعارض واقيمت ندوات اهتمت ببحث سبل ارساء منوال تنموي جديد.