قال الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، نور الدين الطبوبي، في تصريح ل”اوت”، بعد ظهر اليوم بالحمامات، إن اللقاء المزمع تنظيمه غدا الجمعة مع ممثلين عن صندوق النقد الدولي، سيكون مناسبة لتأكيد مواقف الاتحاد وانفتاحه على الإصلاح، مضيفا “إن الاشكالية اليوم، ليست في صندوق النقد الدولي الذي نتوجه إليه لطلب الدعم، بل في تحديد خيار وطني يجسم وحدة التونسيين وتضامنهم بناء على رؤية موحدة ومشتركة ندافع عليها جميعا، وتجعل المؤسسة تنصت إلينا”.
وتابع الطبوبي على هامش افتتاحه لأعمال المؤتمر 15 للجامعة العامة للنفط والمواد الكيمياوية أنه “في ظل الواقع السياسي المتشتت واستحالة الفصل بين السياسي والاقتصادي والاجتماعي، فإن أي حكومة ستتوجه الى صندوق النقد الدولي، مهما كانت قدرتها ونباهتها، وفي ظل الضغوطات الاجتماعية والاقتصادية وفي ظل المناكفات السياسية، ستكون عاجزة عن إيجاد حلول مرضية”.
وجدد التأكيد على أن النجاح في هذا التمشي يتطلب وحدة وطنية وتجميع التونسيين حول رؤية مشتركة، والدفع لتقريب المختلفين من أجل مصلحة الوطن، “وإن بقي كل يغني على ليلاه، فهذا لن يعود بالفائدة على الشعب التونسي”.
ودعا الطبوبي رئيس الدولة، المنتخب مباشرة من الشعب، إلى “الخروج إلى الشعب وتفسير مسار تونس وخياراتها، وتحديد رؤيته بخصوص كل المجالات، خاصة وان البلاد في حالة حرب اقتصادية، وأصبح غذاء التونسيين في الميزان”.
وشدد على أن الاتحاد ثابت على موقفه من مسار25 جويلية، الذي “سانده”، بعد ما آلت إليه الأوضاع في تونس، “دون أن يعطي صكا على بياض لأي كان”، مبينا أن المنظمة “لن تكون بوق دعاية لأي كان، ولا يمكن دفعها لأي معركة مع السلطة القائمة، خاصة وأن الاتحاد مستقل في قراراته ومواقفه، وهو قوة خير واقتراح، ومنظمة تناضل من أجل المصلحة الوطنية منذ انبعاثها”، على حد قوله.
ولاحظ بخصوص البرنامج الإصلاحي للحكومة، “إن أرادت الحكومة الحديث في موضوع الدعم، فمطلب الاتحاد واضح.. أعطني حقيقة الأجور مرتبطة بحقيقة الأسعار، وإذا كانت الأجور ضعيفة والتهبت الأسعار، فلا بد على الحكومة أن تجد حلا”.
وتعليقا على إمكانية ألا تجد تونس دعما من صندوق النقد الدولي، قال الطبوبي “الاتحاد ليس حكومة تتفاوض، وعلى الحكومة، إن كان لها الوزن السياسي والاجتماعي، أن تتفاوض وتضطلع بدورها”.
وأضاف، في ذات السياق، “إذا كانت الحكومة ترغب في توافق حول خيارات وطنية، فيجب عليها أن تكشف عنها وتضعها على طاولة النقاش برمتها، لا أن تختار هي المجالات التي تطرح للتوافق دون سواها”، مؤكدا أن الاتحاد مستعد للتحاور حول الخيارات الوطنية والرؤية الوطنية، وحول ما يمكن إصلاحه، “ولا يبحث عن اي تموقع كان”.
وقال إنه “من السهل شيطنة الاتحاد، وجعله سبب البلية بالنسبة لكل من يعجز عن تقديم المشاريع ومقترحات الحلول، ولمن ليس له قوة الحجة.. الاتحاد يدافع عن ثقافة الحوار والتشاركية والمخرجات الجماعية، وبلادنا تحتاج إلى وحدة وطنية صماء، والحل يجب أن يكون تونسيا تونسيا”، مؤكدا ضرورة ألا “نفقد الامل في بلادنا، خاصة وأنه لديها كل مقومات النجاح، شريطة الابتعاد عن المناكفات وتكلس المواقف، في وقت تواجه فيه البلاد مخاطر شتى، والوعي بان تونس هي قبل الأشخاص والأفراد والأطراف السياسية”.
وبخصوص قطاع الإعلام ومسألة حرية التعبير، قال الطبوبي “لا يجب أن يكون الإعلام العمومي بيدقا لدى لأي كان، نحن نريد إعلاما نزيها وحرا ومستقلا، ويخطئ من يعتقد بأن تدجين الإعلام يخدم القائد السياسي”، مؤكدا أن الاتحاد سيبقى دائما مدافعا عن حرية الإعلام وعن مكانة الصحفيين، وعن حرية التظاهر واستقلالية القضاء.