قطع المنتخب التونسي خطوة هامة نحو التاهل الى نهائيات كاس العالم لكرة القدم (قطر 2022) بفوزه على نظيره المالي بهدف دون رد في المباراة التي اقيمت مساء الجمعة على ملعب 26 مارس بباماكو في اطار ذهاب الدور الثالث والاخير من التصفيات الافريقية.
وجاء فوز المنتخب التونسي بنيران صديقة بعدما غالط المدافع موسى سيساكو حارس مرماه في الدقيقة 36 ليحقق منتخب “نسور قرطاج” اول انتصار له في مباراة رسمية على المنتخب المالي ويثأر منه بعد الخسارة بنفس النتيجة في الدور الاول للنهائيات الافريقية الاخيرة بالكاميرون.
وفي غياب المدافع بلال العيفة بداعي الاصابة، اختار المدرب جلال القادر التعويل على نادر الغندري في المحور الى جانب منتصر الطالبي مقابل الاعتماد على كل من علي معلول ومحمد دراقر على الرواقين الايسر والايمن تقدمهم في وسط الميدان عيسى العيدوني وغيلان الشعلالي ومحمد علي بن رمضان في حين تكفل الثلاثي يوسف المساكني ونعيم السليتي وسيف الدين الجزيري بمهام التنشيط الهجومي.
واحسن المنتخب التونسي الدخول في اجواء اللقاء ونجح في التحكم في نسق اللقاء بفضل انتشاره الجيد على الميدان وتقارب خطوطه الثلاثة لينحصر اللعب في منطقة وسط الميدان لكن مع تقدم الدقائق تراجعت العناصر الوطنية نسبيا الى الوراء ليمسك المنتخب المالي بزمام المبادرة ما مكنه من خلق بعض الفرص السانحة للتسجيل خصوصا عبر مهاجم الجزيرة الاماراتي عبدولاي ديابي الذي كاد ان يصنع الفارق عندما قاسم بسلسلة من المراوغات قبل ان يسدد كرة استقرت بين يدي الحارس بشير بن سعيد (18).
وتواصلت افضلية المنتخب المالي في هذه الفترة من منتصف الشوط الاول واطلق ايف بيسوما متوسط ميدان برايتون الانقليزي كرة قوية من خارج المنطقة مرت بجوار القائم (24) اتبعها بتصويبة اخرى تابعت طريقها محاذية للمرمى (29).
وبعد مرور العاصفة، استفاق المنتخب التونسي واستعاد توازنه ليستحوذ مجددا على الكرة وينطلق في احداث الخطر وكان قريبا من التسجيل بعد تمريرة دقيقة في العمق من عيسى العيدوني الى محمد علي بن رمضان الذي حاول ركنها داخل المرمى لكن الحارس المالي ابراهيم مونكورو انقذ الموقف وابعد الكرة الى الركنية (32).
وجاء المنعرج الاول للمباراة في الدقيقة 37 عندما حاول المدافع موسى سيساكو ارجاع الكرة لحارس مرماه مونكورو لكنه وضعها بشكل خاطئ في شباك فريقه مانحا المنتخب التونسي الاسبقية (36). وتواصلت متاعب موسى سيساكو بحصوله على البطاقة الحمراء بعد تدخله كاخر مدافع من الخلف امام سيف الدين الجزيري على مشارف منطقة الجزاء في وقت كان فيه المهاجم التونسي متوجها للمرمى ليكمل منتخب مالي المباراة بعشرة لاعبين (40).
ومع بداية الشوط الثاني، قام مدرب منتخب مالي محمد ماغاسوبا بتغييرين باقحام اداما تراوري وموسى دجينيبو مكان ابراهيما كوني ونيني دورغيليس لاضفاء اكثر حيوية على الاداء الهجومي وكاد هذا الخيار ان يعطي اكله عندما سدد تراوري كرة قوية بجانب المرمى (52).
وكاد الحارس بشير بن سعيد ان يسقط في المحظور عندما اساء التعامل مع كرة ثابتة مرفوعة في القائم الثاني لترتد امام المهاجم الذي حاول اعادتها نحو المرمى لكن علي معلول تمكن من تشتيتها (62). وبادر المدرب جلال القادري بتشريك طه ياسين الخنيسي عوضا عن سيف الدين الجزيري في الدقيقة 64 لمنح اكثر انتعاشة على اداء الخط الامامي خصوصا في ظل الارهاق الذي انتاب مهاجم الزمالك المصري.
وتحمل الدفاع التونسي العبء الثقيل للمباراة ازاء الضغط الكبير الذي فرضه المنتخب المالي بحثا عن ادراك التعادل، وتصدى نادر الغندري بشجاعة لتصويبة البديل المزعج اداما تراوري (68) قبل ان يعود الحارس بشير بن سعيد ليرتكب هفوة اخرى على مستوى التقاط كرة هوائية لتسقط امام تراوري الذي تابعها بضرب مقصية فوق العارضة (82).
ودخل انيس بن سليمان ومرتضى بن وناس مكان يوسف المساكني ونعيم السليتي في محاولة للحد من خطورة المنافس على الرواقين (86) بينما لعب المنتخب المالي اخر اوراقه بالزج بموسى دومبيا عوضا عن عمر تراوري وساليو غيندو بدلا عن عبدولاي ديابي. وتعامل المنتخب التونسي مع الدقائق الاخيرة بذكاء ونجح في استهلاك الوقت ليخرج بالمقابلة الى بر الامان محققا انتصارا ثمينا قبل لقاء الاياب يوم الثلاثاء القادم في ملعب حمادي العقربي برادس.